مدينة ألعاب بخان يونس.. ملتقى الفرح يستحيل مأوى للنازحين

bourbiza mohamed18 يوليو 2024آخر تحديث :
مدينة ألعاب بخان يونس.. ملتقى الفرح يستحيل مأوى للنازحين
مدينة ألعاب بخان يونس.. ملتقى الفرح يستحيل مأوى للنازحين


غزة/ محمد ماجد / الأناضول

لم تعد مدينة “أصداء” للألعاب بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مكانًا للهو والترويح عن النفس، بل أصبحت ملاذًا للنازحين الفلسطينيين ومشهدًا لآلام تركتها حروب إسرائيل على قطاع غزة.

ففي ظل الحرب المتواصلة منذ أكثر من 9 أشهر، تحولت مدينة الألعاب ملجأً للعائلات التي فقدت منازلها، حيث تعيش في ظروف قاسية تحت تهديد مستمر من قصف إسرائيلي قد يصيبهم.

واضطر نحو 1.3 مليون فلسطيني إلى النزوح مع بدء العملية العسكرية في رفح منذ مايو/أيار الماضي، والتي تجاهلت تحذيرات دولية بشأن تداعياتها، متسببة في كارثة إنسانية وأوضاع معيشية قاسية.

معاناة بدل الملاهي

النازحون في مدينة الترفيه يعانون من نقص حاد في المياه والدواء ومواد النظافة الأساسية، ويكافح الرجال والنساء يوميًا مع أطفالهم للحصول على ماء نظيف من أماكن بعيدة، مما يزيد من معاناتهم ويضاعف من تحدياتهم اليومية.

غالبًا ما يضطر النازحون للاعتماد على مصادر غير آمنة للمياه لعدم وفرتها، ما يجعل حياتهم أكثر قسوة مع تزايد في انتشار الأمراض بسبب المياه الملوثة وقلة النظافة.

ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات صحية محلية ودولية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين، نتيجة التكدس في مراكز الإيواء وانعدام سبل النظافة الشخصية والعلاجات اللازمة.

وتكتظ مدينة “أصداء” بمئات الأسر التي نزحت من أماكن مختلفة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والمستمرة منذ 10 شهور.

وداخل مدينة الألعاب، يحلم أحمد أبو عزوم (44 عاما) بعودة الأيام إلى سابق عهدها، حتى يتمكن هو وأطفاله من اللعب والترفيه كما اعتاد دائمًا اصطحابهم في الإجازات الأسبوعية.

لكن حرب الإبادة المستمرة ضد أهالي غزة حالت دون تحقيق هذا الحلم وزادت من معاناتهم اليومية.

أبو عزوم أبدى حزنه الشديد جراء ما تسببت به الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أجبرته على النزوح برفقة عائلته المكونة من 7 أفراد.

يقول للأناضول: “تلك المدينة التي كنت أصطحب أطفالي إليها في الإجازات للعب والترفيه وقضاء أوقات ممتعة، أصبحنا اليوم ننزح إليها”.

ويضيف: “أقمنا خيمة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ولجأنا إليها بعدما توغل الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة”.

ويتابع: “بفعل الحرب والإبادة الجماعية اضطررنا للنزوح إلى خيام بدلًا من مدينة الترفيه، وأصبحت المدينة مكانًا للتعب والشقاء والبحث عن مياه وطعام”.

ويأمل أبو عزوم أن تعود مدينة الألعاب إلى مقصدها الأصلي من اللعب والترفيه، وأن تنتهي الحرب والمعاناة والنزوح.

“مصدر للبؤس”

أسفل أرجوحة كبيرة في “أصداء”، تجلس الفتاة آلاء أبو شهلوب (13 عاماً) وتتذكر أيامًا أمضتها فيها، حيث كانت تقضي أوقاتها في اللعب واللهو والضحك مع صديقاتها وأخوتها عندما كانوا يزورونها.

لكن تلك الأرجوحة تحولت إلى غطاء يوفر الظل ويحجب أشعة الشمس عنهم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر وسائل تبريد في ظل انقطاع الكهرباء المستمر بموجب الحصار الإسرائيلي على القطاع.

المكان أصبح مصدر بؤس ومعاناة لآلاء التي تحلم بالعودة إلى مقعد الدراسة لتكمل تعليمها، كما يفعل أقرانها في دول العالم، بحسب قولها.

وفي 12 يوليو/ تموز الجاري قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن قطاع غزة على عتبة فقدان جيل كامل من الأطفال بسبب الحرب الإسرائيلية.

جاء ذلك على لسان جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل بالأونروا، الجمعة، وأوضحت أن 600 ألف طفل في غزة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس منذ بدء الحرب الإسرائيلية.

وبينما تتأمل الطفلة آلاء تلك المدينة التي كانت تقضي فيها أوقاتا ممتعة، تقول للأناضول: “كنا نأتي للعب هنا، لكن اليوم أصبح مكانًا للنزوح”.

وتضيف: “نزحنا من مدينة رفح إلى مدينة الألعاب، فلا مأوى غيره يأوينا بسبب الحرب”، وتأمل الطفلة أن تعيش حياة كريمة بعيدة عن الحرب، أسوة بأطفال العالم.

دوامة من البؤس

وفي 3 يوليو/تموز قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، إن هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.

وقالت كاخ في إحاطة قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي إن “الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة ودُمِرت المدارس، ما يهدد بتعطل نظام التعليم أجيالا قادمة”.

وأضافت المسؤولة الأممية: “هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع”.

وأوضحت أنه “عقب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من مايو/ أيار الماضي، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى في غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى”.

وأنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مناطق متفرقة بقطاع غزة الذي يعاني من اكتظاظ بالنازحين بسبب الظروف الصعبة الناتجة عن الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.

وتفتقر المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق