بألم الفقد ودمار القصف.. المرأة الغزية تستقبل رمضان

bourbiza mohamed7 مارس 2024آخر تحديث :
بألم الفقد ودمار القصف.. المرأة الغزية تستقبل رمضان


غزة / الأناضول

“نساء العالم الإسلامي تستقبلن رمضان بالزينة، أما في غزة فيتزينّ بالدماء”، بهذه الكلمات وصفت الفلسطينية بشرى الشافعي حالتها وهي ترافق خالتها التي أصيبت بقصف إسرائيلي استهدف شمال قطاع غزة.

وفي “مستشفى كمال عدوان” شمال القطاع، ترافق الشافعي (44 عاما) خالتها المصابة ابتسام أبو جراد (51 عاما) بجراح خطيرة وتقدم لها الرعاية، يمر على الشافعي يوم المرأة العالمي في 8 مارس ويليه في 11 من الشهر ذاته شهر رمضان المبارك، وفق الحسابات الفلكية.

على مدار ساعات اليوم تقف الشافعي قرب خالتها، والقلق والحزن يعتليان ملامح وجهها، غير مبالية بيوم المرأة العالمي أسوة بنساء العالم بسبب ما أصاب الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.

لا تنفك الدموع تنهال من عينيها حزنا على خالتها التي فقدت الوعي منذ إصابتها الجمعة الماضية بعد قصف منزلهم في بلدة بيت لاهيا.

وبينما تمسك السيدة بيد خالتها بقوة كأنها تحاول إيصال الدفء لها، تقوم إحدى الممرضات في المستشفى بفحص جروح المصابة وتفقدها.

لم تفارق الشافعي خالتها منذ الجمعة الماضية، حيث تراقب بانتباه شديد جهاز التنفس ودقات القلب المرتبطة بجسمها، مع مخاوف متزايدة من ظهور أي مضاعفات خطيرة مفاجئة.

وبحسرة وحزن شديدين، تقول الشافعي لمراسل الأناضول: “الناس والشعوب ونساء العالم يتجهزن لرمضان بالزينة، بينما نساء غزة يتزين بالدماء”.

وأضافت باستنكار: “في يوم المرأة العالمي عمن نحكي؟ عن أم الشهيد أم عن والدة الجريح، أم عمن فقدت أولادها ولا تستطيع الوصول إليهم، أم عن سيدة لا يمكنها أن ترى حفيدها الأول؟”.

وتابعت: “فقدنا كل أحبابنا خلال الحرب، لم يبقَ شيء جميل، لم يتركوا (الإسرائيليون) حجرا ولا شجرا ولا بشرا (إلا واستهدفوه)، ما يحصل في غزة حرام، نحن (أناس) بسيطون، ما هو ذنب الأطفال والشيوخ والنساء؟”.

واستكملت: “خالتي من أطهر الأمهات، مكافحة صابرة على كل شيء، راضية على ما يصيبها”، ولفتت إلى أنهم لا ذنب لهم من ما يحصل، وإنما يريدون فقط العيش بسلام وأمان.

وأشارت إلى معاناة الأطفال في شمال قطاع غزة، حيث لا يوجد حليب ولا حفاضات، ووصفت الوضع بأنه “مأساوي جداً” جراء الحصار الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

وفي رسالة للمرأة بيومها العالمي، قالت الشافعي: “رسالتنا أن النساء يتضامنّ معنا، وأن نحن نعيش بأمن وسلام ويأتي رمضان وقد انتهت الحرب”.

وأوضحت أن القصف الإسرائيلي قتل ابن خالتها الذي كان يحلم يوماً أن يكون مدرساً للرياضية، مبينةً أنه كان مجتهداً في دراسته.

وذكرت أن القصف أدى لإصابة العشرات من أقاربها، وخالتها التي ترقد في سرير المستشفى.

فيما قالت الطبيبة المعالجة لخالتها أبو جراد: “هذه حالة المرأة الفلسطينية، هذه المرأة لها أولاد وأحفاد، لم تصح بعد من إصابتها منذ الجمعة”.

وأضافت: “أبو جراد تعاني من إصابة بالرأس جراء استهداف الاحتلال لمنزلهم في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع”.

وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على القطاع رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق