بذبابة “الجندي الأسود”.. أردني يحول مخلفات الطعام إلى سماد

bourbiza mohamedمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
بذبابة “الجندي الأسود”.. أردني يحول مخلفات الطعام إلى سماد
بذبابة “الجندي الأسود”.. أردني يحول مخلفات الطعام إلى سماد


الطفيلة، الأردن / ليث الجنيدي / الأناضول

** الشاب عمار الرفوع للأناضول:
– بدأت المشروع في أبريل الماضي بعد مشاركتي في إحدى ورش العمل بالمملكة
– الفكرة سترفع مستوى الوعي بأهمية تقليل هدر الطعام خاصة أن المشروع فاز في مسابقة “هاكثون هدر الطعام”
– أطمح لتوسيع المشروع للحفاظ على البيئة وتوفير فرص عمل لشباب منطقتي التي تعاني مستوى عاليا من البطالة

في لواء بصيرا التابع لمحافظة الطفيلة جنوب الأردن، وبمنطقة تصنف أنها من “جيوب الفقر” بالمملكة، قرر الشاب عمار الرفوع بدء مشروع ريادي لتحويل مخلفات الطعام إلى أسمدة وأعلاف باستخدام ذباب “الجندي الأسود”.

و”الجندي الأسود”، نوع من الذباب منتشر في أنحاء العالم، ولا يعتبر آفة أو ناقلا للأمراض، سواء أكان في طور اليرقة أو الذبابة البالغة، لكنه يؤدي دورا في تحلل المواد العضوية وإرجاع المواد الغذائية إلى التربة.

الشاب الرفوع (33 عاما)، يحمل شهادة جامعية بتخصص الهندسة الميكانيكية، ومعروف في منطقته بأنه ناشط مجتمعي وبيئي ومهتم بمجال ريادة الأعمال.

أبى الرفوع الاستسلام لصعوبة الظروف وارتفاع نسب البطالة في بلده، وأثناء مشاركته في إحدى ورش العمل، تبلورت في ذهنه فكرة مشروعه لتدوير مخلفات الطعام، ليصبح بذلك من رواد هذا المجال على مستوى المملكة.

تتمثل فكرة المشروع في إعادة تدوير النفايات العضوية باستخدام تقنية بيولوجية تقوم فيها ذبابة “الجندي الأسود” بوضع البيض الذي يتحول إلى يرقات تتغذى على النفايات وتنتج منها مواد نافعة للنبات والحيوان.

** الفكرة أولا

مراسل الأناضول زار المشروع جنوب الأردن، والتقى الرفوع للوقوف على تفاصيل فكرته.

وقال الرفوع: “بدأت العمل بالمشروع في أبريل/ نيسان الماضي، وكان مصدر الفكرة إجراء العديد من الدراسات البحثية بعد مشاركتي في إحدى ورش العمل التي عقدت بالمملكة”.

وتابع: “بحكم اهتمامي بالمجال البيئي، أعجبت بالموضوع وبدأت البحث عن ذبابة الجندي الأسود، وبالفعل تمكنت من الحصول عليها”.

الثلاثيني الأردني اختار مع صديقه مهندس الحاسوب مصطفى الخوالدة (21 عاما)، مكانا مستأجرا يبعد عن مركز محافظة الطفيلة نحو 25 كيلومترا، لإقامة مشروعهما الذي يعملان فيه بالتعاون مع 3 موظفين آخرين، على تحويل النفايات إلى موارد قيّمة مثل العلف الحيواني البروتيني والسماد العضوي.

أنشأ الرفوع مشروعه قبل أشهر معدودة على مساحة لا تتعدى 200 متر مربع، تشهد على مراحل تحويل مخلفات الطعام من خضار وفواكه إلى منتجات أصبحت منذ إعلانها مقصدا لأصحاب المزارع النباتية والحيوانية وكبار تجار الأعلاف في المملكة.

** الذباب هو الحل

الرفوع قال إن “ذباب الجندي الأسود يحتاج إلى ظروف معيشية محددة، إذ يتطلب المكان رطوبة بنسبة 50 بالمئة، وحرارة تزيد على 25 درجة مئوية”.

وأوضح أن “الوصول للمنتجات النهائية يحتاج إلى المرور بعدة مراحل، ولكل واحدة منها أيام معدودة، تبدأ بالتزاوج ثم تقوم أنثى الذباب بوضع بيوضها على قطع خشبية خصصت لذلك، تسمى بالمصايد”.

وزاد: “بعد عملية التزاوج، يموت ذكر الذباب، وتلحق به الأنثى بعد وضع بيوضها، فعمر الذباب لا يزيد على 5 أيام”.

وأردف: “يتم إخراج مصايد الخشب من مكانها وإزالة البيوض عنها بحذر شديد وبأسلوب لا يؤثر على سلامتها، وتسمى تلك المرحلة حصاد البيض”.

وأكمل الرفوع: “بعد 72 ساعة، تبدأ البيوض بالتفقيس، وخلال 14 ـ 18 يوما تتحول إلى يرقات يتم وضعها على بقايا الأطعمة والتالف من الخضار والفواكه، إلى أن تصبح سوداء اللون بمرحلة تسمى العذراء، ومن ثم تتحول إلى شرنقة وبعد ذلك تصبح ذبابة”.

وبين أن “ما تفرزه اليرقات أثناء تغذيتها على فضلات تلك الأطعمة هو السماد، والكمية المستخلصة تكون ربع كمية ما وضع لها من أطعمة”.

واستطرد: “أما قشور التحول إلى شرنقة، فتستخدم في العلاجات البيطرية، حيث أعمل حاليا على تطوير المشروع باتجاه استخدام جميع المنتجات من هذه العملية”.

** حلول وسط الأزمات

وقال الشاب الأردني إن “ارتفاع أسعار الأعلاف والأسمدة خلال أزمة كورونا، وأزمة السفن في البحر الأحمر والحرب على غزة، كانت حافزا ومشجعا باتجاه إقامة المشروع”.

وذكر أن سعر الطن الواحد للأعلاف تجاوز 500 دينار أردني (704 دولارات)، بينما يبيعه هو بمبلغ 400 دينار (563 دولارا)، أما السماد “فلم نحدد سعره بعد لأنه منتج جديد”، بحسب الرفوع.

ومضى في حديثه: “كما ترى، كل ما أستخدمه في عملية الإنتاج مواد بسيطة جدا، ولكن ذلك أوصلني إلى إنجاز قلّ نظيره”.

وتابع: “بطبيعتي أحب الحفاظ على البيئة، وهذا المشروع أتاح لي الفرصة لتحقيق ذلك. فالأرقام الرسمية تتحدث عن مليون طن سنويا من الطعام المهدور بالأردن، وبالتالي الفكرة سترفع مستوى الوعي عند الجميع”.

وأشار إلى أن المشروع فاز في مسابقة “هاكثون هدر الطعام” التي نظمتها وزارة الزراعة الأردنية بدعم من برنامج الغذاء العالمي وتنفيذ منظمة “cewas” التي تهتم بدعم رواد الأعمال المؤثرين في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة العامة.

وختم الرفوع حديثه قائلا: “كل ما أطمح إليه هو توسعة المشروع وإقامة خط إنتاج متكامل، بما يسمح لي بالتعامل مع كميات كبيرة من بقايا الأطعمة بالأردن، وبالتالي الحفاظ على البيئة، فضلاً عن توفير عدد كبير من فرص العمل بمنطقتي التي تعاني ارتفاعا كبيرا بمستوى البطالة”.

يشار إلى أن حجم الهدر الغذائي في الأردن يقدر بنحو 93 كيلوغراما للفرد في العام، أي نحو 955 ألف طن من الغذاء تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو 1,5 مليون شخص لمدة عام كامل، وفق أرقام رسمية.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق