انسحاب بايدن.. فرص عودة نتنياهو باتفاق تبادل أسرى تنخفض

bourbiza mohamed22 يوليو 2024آخر تحديث :
انسحاب بايدن.. فرص عودة نتنياهو باتفاق تبادل أسرى تنخفض
انسحاب بايدن.. فرص عودة نتنياهو باتفاق تبادل أسرى تنخفض


القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

إذا كانت هناك آمال معقودة على ضغط أمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول باتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، فقد تقلصت بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي.

وما زاد من تبدد الآمال هو إعلان نتنياهو، الأحد، قراره إرسال وفده المفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة الخميس المقبل، أي بعد لقائه المتوقع مع بايدن الثلاثاء، وخطابه المجدوَل أمام الكونغرس الأربعاء.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.

وتقول الفصائل الفلسطينية إن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة لا ترغبان في إنهاء الحرب حاليا، وتسعيان إلى كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن يحقق نتنياهو مكاسب في القتال.

“غادر وسيعود دون اتفاق”

في إطار ضغطها المتصاعد منذ أشهر، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو إلى الإعلان عن موافقته على اتفاق لتبادل الأسرى قبل مغادرته إلى واشنطن.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد فقد دعاه مرارًا في الأيام الماضية للإعلان من واشنطن عن موافقته على الاتفاق.

فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين في الأيام الماضية، أن نتنياهو يضع العراقيل أمام فرص الاتفاق.

وفي هذا الصدد، أشار المسؤولون إلى مطلب نتنياهو وضع آلية لمنع انتقال المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وسيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وعلى ممر نتساريم الذي يقطع أوصال غزة ويقسمها إلى قسمين.

كما جاء إعلان نتنياهو إرسال وفده المفاوض إلى الدوحة الخميس المقبل، ليزيد من الشكوك.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، الأحد، إن “التوجيه بإرسال وفد مفاوض يوم الخميس فقط هو تأخير لا يمكن تفسيره”.

وأضافت: “ولسوء الحظ، فإن رئيس الوزراء سيذهب إلى واشنطن دون اتفاق، والآن يتبين أنه سيعود أيضًا دون اتفاق”.

وكانت العائلات دعت إلى تظاهرات في تل أبيب، تزامنا مع موعد إلقاء نتنياهو خطابه أمام الكونغرس مساء الأربعاء.

وقالت في منشور على إكس، الاثنين: “انضموا إلينا هذا الأربعاء في المسيرة من ميدان ديزنغوف إلى ساحة المختطفين، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق يعيدهم إلى الوطن”.

وتقدر تل أبيب وجود 120 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حركة حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.

وتتهم عائلات الأسرى والمعارضة نتنياهو بوضع عراقيل أمام الاتفاق المقترح؛ للحيلولة دون تفكك ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه؛ إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق يقضي بإنهاء الحرب.

لقاء “محدود” بعد انسحاب بايدن

قبل ساعات من مغادرة نتنياهو إلى واشنطن التي سيتخللها إلقاؤه خطابا الأربعاء أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي.

وفي محاولة منه لتقليل التوقعات من زيارته، التي قد تشمل أيضا لقاء المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، اعتبر نتنياهو أن الولايات المتحدة في مرحلة “عدم يقين سياسي كبير”.

وقال للصحفيين في مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، قبيل مغادرته: “أغادر هذا الصباح في رحلة مهمة للغاية إلى الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل على 7 جبهات، وفي ظل عدم اليقين السياسي الكبير في واشنطن، سأخاطب، للمرة الرابعة، مجلسي الكونغرس كرئيس لوزراء إسرائيل”.

وأضاف: “في هذا الوقت من الحرب وعدم اليقين، من المهم أن يعرف أعداء إسرائيل أن أمريكا وإسرائيل تقفان معًا اليوم وغدًا ودائمًا”.

وبحسب مراقبين، فإن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي قد يسحب منه فرصة الضغط على نتنياهو للقبول باتفاق حتى وإن كانت ولايته تستمر حتى يناير/كانون الثاني المقبل.

فقد اعتبر المعلق البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع، الاثنين، أن “اللقاء بين نتنياهو وبايدن، إذا عقد غدًا، ستكون أهميته العملية محدودة”.

وقال: “سينظر بايدن من فوق كتف نتنياهو إلى القرارات السياسية الضاغطة التي تنتظره؛ وسينظر نتنياهو من فوق كتف بايدن إلى الرئيس المقبل”، في إشارة إلى أن زمن بايدن وأهمية قراراته قد انتهى.

وأضاف بارنياع: “لم يحمل نتنياهو أي خبر إلى واشنطن، لا عن المختطفين، ولا عن اليوم التالي (للحرب)، وهي قضايا لا يمكن من دونها قيام جبهة إقليمية واسعة ضد إيران”.

ورأى أن “إعلان انسحاب بايدن يقلل من فرصة التقدم عشية الرحلة، وعد نتنياهو أو مبعوثوه للأميركيين بأنه سيتحرر في نهاية دورة الكنيست (تبدأ العطلة الصيفية لمدة 3 أشهر في 29 يوليو/تموز) من ضغوط وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وسيمد الحبل الذي سيعطيه لفريق التفاوض. ومن الممكن أن يكون هذا الوعد قد أصبح الآن أيضًا تاريخًا”.

وأردف برنياع: “عندما يغادر نتنياهو اللقاء، سيسأله كثيرون عن حالة الرئيس، هل كان يقظا، هل تحدث عن الأمر، هل تعافى من فيروس كورونا، قليلون هم الذين سيستمعون إلى رسائله حول غزة وحزب الله واليمن وإيران والمختطفين”، بحسب تحليله.

بايدن “مختلف”

أما آنا بارسكي، المحللة السياسية في صحيفة “معاريف”، فكتبت الاثنين: “يلتقي نتنياهو بالفعل بجو بايدن، لكنه سيكون جو بايدن مختلف، سيكون متألمًا وخائب الأمل، لأنه يشعر بالخيانة. هدفه الكامل، بدءًا من اليوم، هو إنهاء مسيرته بأفضل وأنظف طريقة ممكنة”.

وأضافت: “وفي هذا الواقع الجديد، فقدت إسرائيل والشرق الأوسط وجميع الشؤون الخارجية معظم حصصها، وأصبحت قضايا هامشية، لا تكاد تهم أحدًا، بما في ذلك الرجل في المكتب البيضاوي (بايدن)”.

وتابعت: “ويمكن الافتراض أن الجهد الرئيسي – وربما الوحيد – الذي يبذله الرئيس المنتهية ولايته بايدن من الآن وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني، سيخصص لجهد قيادة الحملة إلى أفضل نتيجة للديمقراطيين، بغض النظر عن هوية الرئيس.. مُرَشَّح، سيكون هذا هو إرث بايدن، وبالتالي هذا ما سيشغله، ولا شيء غيره”.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربا على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول أسفرت عن أكثر 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.​​​​​​​



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق