عائلة غزية تستجير بأنقاض منزلها من قهر ظروف مراكز الإيواء

bourbiza mohamedمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
عائلة غزية تستجير بأنقاض منزلها من قهر ظروف مراكز الإيواء
عائلة غزية تستجير بأنقاض منزلها من قهر ظروف مراكز الإيواء


غزة/ حسني نديم/ الأناضول

يقف المسن الفلسطيني إسماعيل الكحلوت (60 عامًا) أمام خيمة بدائية بسيطة نصبها فوق ركام منزله الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وصنع الكحلوت وعائلته المكونة من 7 أفراد خيمتهم من أغطية مهترئة وقطع قماش وألواح صفيح فوق الركام، هربًا من واقع مراكز الإيواء المأساوي، التي أضحت بؤرة لانتشار الأمراض المعدية، وفقًا لقوله.

وتُعتبر خيمة الكحلوت الملاذ الوحيد لإيواء عائلته، بعد أن دمر الجيش الإسرائيلي منزلهم في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويفضل الفلسطينيون العودة إلى منازلهم المدمرة، رغم تضررها، بعد تجربة مراكز الإيواء التي تعاني من مشكلات صحية وبيئية خطيرة تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.

وبين 28 يونيو/ حزيران الماضي و10 يوليو/ تموز الماضي، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية في حي الشجاعية، وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين وتسببت في دمار هائل في المنطقة.

وفي 11 يوليو، أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أن حي الشجاعية منطقة “منكوبة لا تصلح للحياة”.

أوضاع لا تطاق

وقال الكحلوت للأناضول: “جرّبنا العيش داخل مراكز الإيواء، لكن الظروف هناك كانت سيئة وصعبة لدرجة لا تطاق، لذا عدنا إلى منزلنا المدمر وأقمنا على أنقاضه لأنه أفضل من العيش هناك”.

وأضاف: “أنشأنا هذه الخيمة البسيطة لأننا لا نستطيع مقاومة الأمراض داخل مراكز الإيواء بسبب الأوضاع الصعبة وقلة النظافة فيها، وخصوصًا انتشار الأمراض الجلدية والمعدية”.

وبحسب إحصائية سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن عدد النازحين الذين أصيبوا بأمراض معدية نتيجة رحلات النزوح المتكررة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة بلغ أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.

وبين الكحلوت أن “الوضع المعيشي داخل هذه الخيمة صعب للغاية ولا يمكن تصوره، في ظل افتقارها لمقومات الحياة الأساسية، مثل المياه والطعام”.

وأشار إلى أن “الحصول على المياه والطعام ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب مجهودًا كبيرًا يتضمن الانتقال إلى أماكن بعيدة، والسير لمسافات طويلة، والوقوف في طوابير لساعات عديدة”.

تابع: “نعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، والوضع كارثي، لا يوجد لدينا سوى الطحين والمعلبات، وأجسادنا لم تعد تحتمل المواد الحافظة، ما أصابنا بالعديد من الأمراض”.

ويعاني الحكلوت والنازحون من انتشار الحشرات والكلاب والقوارض في المنطقة المحيطة بالخيمة، بالإضافة إلى الخوف والقلق، بحسب قوله.

ويناشد الكحلوت المجتمع الدولي بـ”الضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية، وإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة المنكوب، وتقديم الإغاثة للسكان وفتح المعابر”.

ظروف مروعة

أما زوجته عريفة الكحلوت (53 عامًا)، فتقول بألم شديد: “أقمنا في مستشفى الإندونيسي لمدة شهر بعد تضرر منزلنا في قصف إسرائيلي، وكانت الظروف هناك مروعة؛ لا يوجد مياه نظيفة، ولا دورات مياه صالحة، ولا حتى طعام كافٍ”.

وتضيف الزوجة المكلومة التي فقدت نجلها في غارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بداية الحرب، قائلة: “عندما عدنا إلى منزلنا وجدناه مدمراً كلياً، لم يكن هناك خيار آخر سوى نصب خيمة فوق الركام وبين أنقاض المنازل المدمرة”.

وتصف الظروف المعيشية داخل مراكز الإيواء بـ”القاهرة”، نظرًا للواقع الصعب في المدارس والمستشفيات، حيث أن غالبيتها مدمرة أو متضررة، ولا يوجد مكان يصلح للسكن، وتفتقر للمياه والصرف الصحي ودورات المياه.

وقالت: “حينما أدركنا أن مراكز الإيواء لا تصلح للسكن، قررنا استصلاح ما يمكن استصلاحه من بقايا المنزل المدمر، الذي كان مكونًا من 5 طوابق، وبناء خيمة عوضًا عنه للعيش بداخلها”.

وتعيش عريفة مع خمسة من أبنائها في خيمتهم البدائية، ويبذلون جهودًا مضنية يوميًا لإصلاح ما يمكن إصلاحه من بقايا المنزل، ولكن الظروف الصعبة ما زالت تلاحقهم.

وأضافت: “نعاني من انتشار القوارض والحشرات، والكلاب الضالة تتجول في المنطقة، الحياة هنا بدائية وصعبة للغاية، ولكنها أفضل من مراكز الإيواء”.

ولفتت إلى أن “الأطفال في غزة يعانون من هذه الظروف الصعبة، ويبحثون عن المياه والطعام، ويجمعون الحطب”.

وتتساءل: “أليس من حق هؤلاء الأطفال أن يعيشوا حياة كريمة كأطفال العالم؟ أليس من الظلم أن يقطف هؤلاء الأطفال أوراق الأشجار ويأكلونها بسبب نقص الطعام؟”.

وتناشد المجتمع الدولي بأن “ينصف الفلسطينيين في ظل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين العزل”.

ويعاني مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضعة لترات منها.

ويقنن سكان الشمال من استخدامهم لمياه الشرب خشية من انقطاعها وعدم الحصول على كميات جديدة.

ويواجه سكان محافظتي غزة وشمال القطاع تفاقما في أزمة شح الطعام التي تهدد حياتهم بسبب استمرار الحرب، وما رافقها من تشديد للحصار ومنع أو تقنين إدخال المواد الغذائية التي كانت محدودة أصلا.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي سكان مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.

ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مليوني شخص.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق