شعبها السوري رافض للاحتلال.. هجوم مجدل شمس ينكأ جراح الجولان

bourbiza mohamedمنذ ساعتينآخر تحديث :
شعبها السوري رافض للاحتلال.. هجوم مجدل شمس ينكأ جراح الجولان
شعبها السوري رافض للاحتلال.. هجوم مجدل شمس ينكأ جراح الجولان


إبراهيم الخازن / الأناضول

أعاد الهجوم على قرية مجدل شمس تسليط الضوء على هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ 57 عاما، والتي كانت ساحة حروب وتعارف شعوب في القدم، قبل أن يغير الاحتلال ملامحها ويدمر قراها ويتجه لاستخدامها ذريعة لشن حرب جديدة بالمنطقة.

الجولان العربية تاريخيا احتضنتها حدود سوريا جغرافيا، قبل أن يقع ثلثا مساحتها التي تقدر إجمالا بـ 1860 كم مربع أسيرا عام 1967 لدى إسرائيل، وتستمر شاهدة على حروب وقرارات دولية واحتجاجات ضد الاحتلال من شعبها الذي يزاحمه مستوطنون إسرائيليون فرضوا عليه.

مشهد مختلف

كانت الجولان المحتلة السبت مع مشهد مختلف، حيث قُتل 12 شخصا من الطائفة الدرزية، معظمهم أطفال، وأصيب نحو 40 آخرين؛ جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم بقرية مجدل شمس، وفق “يديعوت أحرونوت”، وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي “حزب الله” اللبناني بالوقوف وراء الهجوم وهدد بالرد عليه، نفى الحزب أي مسؤولية له.

ومع الهجوم المجهول عاد الضوء لهوية سكان الجولان، ويتمسك معظم دروز الجولان المحتل بهويتهم السورية، على عكس نسبة كبيرة من أبناء الطائفة المقيمين شمال إسرائيل منذ 1948 ويخدمون في الجيش الإسرائيلي (خدمة إلزامية)، ويعتبرون أنفسهم إسرائيليين.

ومعظم دروز الجولان لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، بل يحملون هويات إقامة دائمة (هويات زرقاء) تشبه التي يحملها الفلسطينيون بمدينة القدس الشرقية المحتلة.

والأحد، وصف مراسل القناة “12” العبرية أفيري جلعاد دروز الجولان بأنهم “ليسوا مواطنين إسرائيليين”؛ ما أثار انتقادات واتهامات بازدراء الطائفة التي سبق أن دمرت إسرائيل قراها قبل عقود وتتذرع الآن بحمايتها في محاولة يقول مراقبون إنها لشن هجمة كبيرة على “حزب الله”، قد ترفع أسهم اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة.

تاريخ وهوية

وأعاد الهجوم المجهول النسب الحديث عن الهضبة السورية المحتلة منذ 1967 وأهم المراحل والقرارات التي عايشتها ووضعها الحالي وشعبها.

و”الهضبة السورية” كان الاسم الأكثر شيوعا على الجولان قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتقع أقصى جنوب غرب سوريا على امتداد حدودها مع فلسطين التاريخية، وغربا تطل على سهل الحولة وبحيرة طبريا، وفي شمالها جبل الشيخ الذي يفصلها عن البقاع الجنوبي في لبنان، بينما يفصل وادي اليرموك في الجنوب بين الجولان ومرتفعات عجلون والأردن الشمالية الغربية.

وقبل آلاف السنين، تعاقب على الجولان حضارات مختلفة منها الكنعانية والآرامية والإسلامية بخلاف قبائل عربية انتقلت إليها من شبه الجزيرة العربية مثل “الغساسنة”.

ومر على الجولان أحد معالم بلاد الشام، إمبراطوريات عديدة، أبرزها عام 334 قبل الميلاد، مع انتصار جيوش الإسكندر الأكبر على قوات الإمبراطورية الفارسية، وبعد القرن 14 الميلادي حظيت باهتمام العثمانيين، ومنذ 1878 شهدت إعمارا أكثر تطورا وثباتا.

وبعد الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) كانت الجولان جزءاً من مناطق الانتداب الفرنسي لسوريا، قبل أن تعود إلى سوريا بعد الاستقلال.

وفي العام 1918، حرضت وثيقة ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي (1948-1953) أحد مؤسسي دولة الاحتلال على أنه “يجب أن تضم حدود الدولة اليهودية النقب برمته وجزءاً من سنجق دمشق وأقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا”، في إشارة واضحة لاحتلال الجولان.

وخلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، باتت الجولان مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي، مع توسع العمران فيها وتوافد أعداد من اللاجئين الفلسطينيين عليها.

في يونيو/ حزيران 1967 احتلت إسرائيل الجولان، وعملت على تغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية، من خلال إقامة مستوطنات وتهجير السكان والتلاعب بآثارها من خلال عمليات التنقيب والحفريات.

كما “بسطت إسرائيل سيطرتها الكاملة على مصادر الماء التي تمثل 14 بالمئة من مخزون سورية المائي قبل 4 يونيو 1967 وزرعت الألغام في المناطق الزراعية وحول المناطق المأهولة، وحولت الكثير من القرى إلى مواقع عسكرية.

وبدأ أول مشروع استيطاني في الجولان في يوليو/ تموز 1967، بعد أسابيع قليلة من الاحتلال، وكانت أول مستوطنة تحمل “مروم جولان” وفي العام التالي 1968 سيطرت على منابع المياه، وباتت “الجولان” توفر لإسرائيل ما نسبته 30 بالمئة من استهلاكها السنوي للمياه.

وبعد انتهاء حرب أكتوبر 1973، أقامت تل أبيب “المجلس الإقليمي للاستيطان بالجولان”، ووضعت تحت نفوذه جميع مسطحات الجولان، وفي العام التالي 1974 أعاد الاحتلال لسوريا مساحة 60 كيلومترا مربعا تضم مدينة القنيطرة في إطار اتفاقية فك الاشتباك، وبعد عامين بنت إسرائيل “كتسرين” كبرى مستوطنات الجولان.

بلغ عدد سكان الجولان 153 ألف نسمة وفق إحصاء العام 1966، بينما كان عدد الذين شردتهم إسرائيل 131 ألف نسمة، وأصبحوا الآن ما يزيد عن 600 ألف نسمة، وسجل عدد المتبقين داخل المنطقة المحتلة 7 آلاف نسمة، وتجاوزوا الآن 19 ألف نسمة.

وبحسب خارجية النظام السوري “عمل الاحتلال الإسرائيلي على تدمير ما يزيد عن 131 قرية و112 مزرعة ومدينتين في الأعوام 1971-1972. وتم تهجير سكان سحيتا إلى مسعدة، ودمر الاحتلال القرية وحولها إلى معسكر”.

ويوجد في الجولان 76 حقل ألغام زرعتها تل أبيب، وينتشر فيها نحو مليوني لغم من الأنواع الفتاكة والقنابل العنقودية من مختلف الأنواع، بعضها داخل القرى العربية المأهولة أو حولها كبلدة مجدل شمس، وفق ذات المصدر.

وفي 25 مارس/آذار 1981، خرجت وثيقة وطنية أهلية من الهضبة قالت إن “الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سوريا العربية، والجنسية العربية السورية صفة ملازمة لنا لا تزول، وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وأرضنا ملكية مقدسة لأبناء مجتمعنا السوريين”.

لا اعتراف دولي

وفي 14 ديسمبر/كانون أول 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي بشكل أحادي ضم الجزء المحتل من الجولان، وإقرار قانون تم بموجبه فرض “القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية” على المنطقة المحتلة، بما فيها فرض “الهوية والتجنيد الإجباري”.

وبعد 3 أيام، اعتبر مجلس الأمن الدولي “قرار إسرائيل ضم الجولان لاغٍ وباطل وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي”.

وفي 14 فبراير/شباط 1982، شهد الجولان احتجاجات عارمة وإضراب شامل استمر 6 أشهر، ضد قرار الكنيست، وواجهت تل أبيب تلك الخطوات بعنف واعتقالات.

ولم تفلح في العام 1991، محادثات سلام جمعت دمشق وتل أبيب في مؤتمر مدريد الذي كان على جدوله عودة الجولان، بسبب رفض إسرائيل الانسحاب.

وفي ديسمبر 2020 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً يُجدد المطالبة بضرورة انسحاب إسرائيل من الجولان.

وفي أبريل/ نيسان 2016 عقدت حكومة إسرائيل اجتماعها لأول مرة في الجولان، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقتها إن “إسرائيل لن تترك الجولان وستبقى فيها إلى الأبد”.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نتنياهو قرر القيام بهذه المبادرة لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن انسحاب إسرائيل من الجولان “ليس مطروحا على الإطلاق، لا في الحاضر ولا المستقبل”.

في 25 مارس/آذار 2019، اعترف الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة، كأول دولة تفعل ذلك مخالفة الإجماع الدولي برفض الاعتراف.

وأواخر 2021، صادقت الحكومة الإسرائيلية على خطة تهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنيين اليهود بالجولان حتى العام 2030، بميزانية أولية بقيمة مليار دولار بغية جذب 23 ألف مستوطن للسكن بالهضبة السورية، مع بناء آلاف الوحدات الاستيطانية.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق