سدي تيمان.. “غوانتنامو” إسرائيلي للتنكيل بأسرى غزة

bourbiza mohamedمنذ ساعتينآخر تحديث :
سدي تيمان.. “غوانتنامو” إسرائيلي للتنكيل بأسرى غزة
سدي تيمان.. “غوانتنامو” إسرائيلي للتنكيل بأسرى غزة


​​​​​​​القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

– 36 أسيرا فلسطينيا من غزة قتلوا في السجن منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، وفق تقديرات غير رسمية
– تستخدم إسرائيل السجن لاحتجاز من تسميهم “المقاتلين غير الشرعيين” بعد اعتقالهم من غزة
– ضم معتقلين من غزة منذ حروب إسرائيل على القطاع في عامي 2008 و2014
– تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس 5 مؤسسات حقوقية إسرائيلية تطالب بإغلاقه فورا
– مؤسسات حقوقية إسرائيلية: الأدلة حول ما يحدث في المعتقل كشفت واقعاً لا يمكن تصوره

“سدي تيمان”، وتعني باللغة العربية “حقل اليمن”، هي قاعدة عسكرية إسرائيلية بصحراء النقب جنوبي إسرائيل، اشتهر المحققون فيها بالتنكيل الجسدي والجنسي بالأسرى الفلسطينيين من غزة حتى بات يطلق عليها “غوانتنامو إسرائيل”، في إشارة إلى المعتقل الأمريكي سيئ السمعة.

وعاد المعتقل سيئ الصيت إلى واجهة الأحداث، بعدما تزايدت في الأشهر الأخيرة، التقارير المنددة بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة فيه، وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.

وفي وقت سابق الاثنين، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية النقاب عن أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى قيام الشرطة العسكرية بفتح تحقيق.

وردا على ذلك اقتحم مئات المتظاهرين الإسرائيليين المحسوبين على تيار اليمين، وبينهم جنود ملثمون ومسلحون، قاعدة “سدي تيمان”، احتجاجا على اعتقال الشرطة العسكرية جنودا متهمين بالاعتداء الجنسي على المعتقل الفلسطيني.

تنكيل تاريخي

وتأسست القاعدة العسكرية، التي تخضع حاليا لمسؤولية القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، إثر عملية “جناح النسر” التي قامت خلالها الوكالة اليهودية بترحيل نحو 49 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل في الفترة بين 1949 و1950.

وفي حرب إسرائيل على غزة عامي 2008 و2014، أقام الجيش الإسرائيلي معسكرات اعتقال في القاعدة لمئات المعتقلين الفلسطينيين من القطاع.

ومنذ الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي فيها مئات الفلسطينيين من قطاع غزة وأطلق عليهم صفة “مقاتلين غير شرعيين”.

وتحدثت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل (غير حكومية) في ورقة حصلت الأناضول على نسخة منها، عن ظروف الاعتقال المتردية للغاية في “سدي تيمان”.

وقالت: “يحرم المعتقلون من الطعام ويأكلون بينما أعينهم معصوبة وأياديهم مكبلة”.

وأضافت: “هناك كثافة رهيبة للمعتقلين داخل المعتقل، وينامون ويقضون حاجاتهم وهم معصوبة أعينهم وأياديهم مكبلة وينامون على فرشة رقيقة تفصلهم عن الأرض ولا يوجد مكان للاستحمام وفي بعض الأحيان يمنعون من الوصول الى المراحيض ويستخدم بعضهم الحفاضات”.

وتابعت: “المعتقلون في سدي تيمان لا يغادرون المعتقل إطلاقا ولا يسمح لهم بالتحرك طوال اليوم ولا توجد إمكانية تجول في الهواء الطلق”.

وأردفت: “يمنع المعتقلون من حيازة أي شيء على الإطلاق، فليس لديهم كتب على الإطلاق وأعينهم مغطاة طوال الوقت وليس لديهم إمكانية للقراءة أو أداء الشعائر الدينية والصلوات وليس من الممكن إرسال أو استقبال الرسائل”.

وأشارت الى ان عدم توفر العناية الصحية “والإهمال أدى الى وفاة العديد من المعتقلين”.

التماسات حقوقية

وكانت جمعية “حقوق المواطن في إسرائيل” بين 5 جمعيات حقوقية قدمت في مايو/ أيار الماضي التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لإغلاق هذا السجن على الفور.

وقالت الجمعيات في التماسها في حينه: “خلال الأشهر القليلة الماضية، تراكمت الأدلة حول ما يحدث في المعتقل وكشفت واقعاً لا يمكن تصوره”.

وأشارت في هذا الصدد إلى “العمليات الجراحية التي تجرى دون تخدير، واحتجاز المعتقلين لأيام في أوضاع قاسية وتكبيل أطرافهم بصورة أدت إلى بتر الأعضاء، وتعصيب العينين لفترات طويلة حتى أثناء تقديم العلاج الطبي وقضاء الحاجات، واحتجاز بعض المعتقلين تحت طائلة الضرب والانتهاكات”.

وذكر الالتماس أنه “حسب القانون فإن الإعلان عن المكان كموقع احتجاز وفقا لقانون المقاتلين غير الشرعيين مشروط بإمكانية ضمان ظروف احتجاز لا تمس بكرامتهم وصحتهم، وعلى إسرائيل أن تفي بالتزامات تجاه المعتقلين وفقا للقانون الإسرائيلي والدولي”.

ولكنه قال “إن الانتهاكات الجسيمة لحقوق المعتقلين تجعل الحرمان من الحرية غير دستوري، نحن أنفسنا لن نكون إنسانيين إذا لم نضمن الحد الأدنى من الظروف الإنسانية للمعتقلين”.

وأضاف: “تم إنشاء مستشفى ميداني على الرغم من أنه لا يقدم الحد الأدنى من الاحتياجات الطبية للمحتجزين، ويبين موجز وزارة الصحة أنه يُسمح للأطباء في المعتقل بإجراء العمليات الجراحية دون تخدير، وأن العلاج الطبي يتم إجراؤه بينما يكون السجناء مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين”.

شهادات تعذيب

وما زالت المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في الالتماس المقدم إليها وإن كانت الحكومة أعلنت عن تخفيف ظروف الاعتقال في السجن وهو ما لم تؤكده المؤسسات الحقوقية الإسرائيلية.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الاثنين إن الشهادات التي حصلت عليها تشير إلى أن “أفراد الوحدة 100 (الوحدة العسكرية بالجيش الإسرائيلي التي تتولى حراسة الأسرى في المنشأة) شاركوا في عدة حوادث عنيفة في الأشهر الأخيرة”.

وأضافت: “على سبيل المثال، أفاد جندي خدم في سدي تيمان أن الوحدة استخدمت العنف ضد المعتقلين، قائلاً: في إحدى المرات أمروا الجميع بالاستلقاء على الأرض وألقوا على الفور قنبلة صوتية في وسط الزنزانة، ثم ركلوهم بعنف”.

وتابعت: “وأضاف الجندي أيضًا أن الجنود كانوا أحيانًا يسحبون المعتقلين جانبًا ويعتدون عليهم بعنف، وقال: ضربوهم بالهراوات، ورأيت أسنانًا وضلوعًا مكسورة”.

ولا يوجد عدد معلن من إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين في سجن “سدي تيمان”.

وقالت صحيفة “هآرتس” في 15 يوليو الجاري إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت المحكمة العليا بأمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنقل غالبية السجناء هناك إلى سجون أخرى، وعندما تكتمل هذه العملية، سيعود سجن سدي تيمان إلى دوره قبل اندلاع حرب غزة كمنشأة للفحص الأولي للسجناء.

وأشارت الصحيفة في حينه إلى أن 36 أسيرا فلسطينيا قتلوا في “سدي تيمان” منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق