المصالحة تحفظ حقوق شعبنا وتضحياته

bourbiza mohamed19 يوليو 2024آخر تحديث :
المصالحة تحفظ حقوق شعبنا وتضحياته
المصالحة تحفظ حقوق شعبنا وتضحياته


إسطنبول/ محمد شيخ يوسف / الأناضول

مدير مركز “رؤية للتنمية السياسية”، أحمد عطاونة، للأناضول:
-أهمية المصالحة تكمن في حاجة دول وأطراف وداعمين للتعامل مع طرف فلسطيني واحد يحظى بشرعية من الشعب
-إنجاز المصالحة ينعكس بشكل إيجابي على فئات الشعب بما يجعلهم يشعرون بالمساواة في الفرص والرعاية والاهتمام والتمثيل
-للمصالحة، هناك أهمية لإنجاز حكومة توافق وطني لإدارة الشأن السياسي والاقتصادي والمجتمعي بغزة والضفة

قال مدير مركز “رؤية للتنمية السياسية”، أحمد عطاونة، إن المصالحة الفلسطينية “تؤدي إلى توحيد القيادة السياسية من أجل إنجاز الحقوق الوطنية” للشعب الفلسطيني مما يحفظ حقوقه وتضحياته.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع عطاونة في إسطنبول حيث يقع المركز، تحدث فيها عن أهمية ملف المصالحة الفلسطينية.

وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح بزعامة محمود عباس.

ومن المقرر أن يعقد لقاء وطني شامل يضم كافة الفصائل الفلسطينية من بينهما “فتح” و”حماس”، في العاصمة الصينية بكين، في 20 يوليو/ تموز الجاري، لبحث تحقيق ملف المصالحة، بعد تأجيله من نهاية يونيو/ حزيران الماضي حيث تبادلت الحركتان الاتهامات بشأن تعطيله.

أهمية المصالحة

وقال عطاونة إن لملف المصالحة الفلسطينية “أهمية وذلك لمجموعة من الاعتبارات، أولها أن العالم والمجتمع الدولي والدول العربية وكل المؤسسات الدولية بحاجة للتعامل مع طرف واحد في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.

وأضاف: “الموضوع أصبح أكثر أهمية وإلحاح بعد الحرب الدموية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، ووسط كل هذه التضحيات والصمود النوعي، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يكون لديه قيادة سياسية واحدة منسجمة، تُعبر عنه وتنسجم مع تطلعاته وطموحاته وتعمل على وقف هذا العدوان”.

ولإنهاء حالة الانقسام، أشار الخبير الفلسطيني إلى “جهود تبذلها مجموعة من الجهات على أمل إنجاز ترتيب المؤسسة السياسية والبيت الفلسطيني”، لافتا إلى اللقاءات الأخيرة التي عقدت سواء في العاصمة الروسية موسكو أو الصينية بكين وما هو مقرر أن يعقد لاحقا في بكين.

إلى جانب ذلك، قال إن هناك جهودا تبذل أيضا على المستوى الشعبي الفلسطيني من أجل إنهاء الانقسام حيث “عُقدت مؤتمرات في أكثر من دولة حول العالم وبالذات في العالمين العربي والإسلامي، للمطالبة بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسة السياسية على قاعدتي الشراكة وتمثيل الكل”.

انعكاسات المصالحة

وحول انعكاسات المصالحة على الملف الفلسطيني، قال عطاونة “على الصعيد الداخلي سينعكس بالتأكيد فيما لو أُنجزت بشكل إيجابي على كل فئات الشعب الفلسطيني الذي يؤيد بشكل كبير كل جهد ممكن أن ينهي الانقسام”.

وأردف: “كل استطلاعات الرأي التي أُجريت خلال السنوات الطويلة الماضيةـ ليست فقط هذه السنة تؤكد بأن غالبية كبيرة أو عظمى من الفلسطينيين يؤيدون إنها الانقسام والتوافق الوطني الفلسطيني”.

إلى جانب ذلك، فإن إنجاز المصالحة من شأنه أن يُنهي حالة “الاصطفاف والاشتباك الداخلي على المستوى الإعلامي والسياسي، وستوحد الجهود للعمل على إنجاز الحقوق الأساسية للفلسطينيين، فبدل أن يواجهوا بعضهم سيتفرغون لمواجهة الاحتلال والتحديات التي تواجه قضيتهم”.

وأما على المستويين الإقليمي والدولي، فإن أصدقاء وداعمين الفلسطينيين يفضلون دائما وجود “طرف واحد وقيادة فلسطينية واحدة تحظى بشرعية وتأييد على المستوى المحلي”.

واستكمل قائلا: “إذا ما تمكن الفلسطينيون من إنهاء ملف الانقسام والاتفاق على قيادة مشتركة وإعادة بناء المؤسسة السياسية على قاعدة الشراكة وبما يمثل الشعب، سيسهل هذا المهمة بشكل كبير على الدول الصديقة والحليفة المتعاونة والراغبة في تقديم الدعم للشعب وقضيته الوطنية، فاستمرار الانقسام يعقد المشهد والمهمة، ويزيدهما صعوبة أمام الدول الداعمة”.

تداعيات محلية إيجابية

وعلى الصعيد المحلي، قال عطاونة إن إنجاز المصالحة يؤثر بشكل إيجابي على الشعب الذي سيجد أمامه “قيادة واحدة تتحدث باسمه، دون أن يضطر للتمييز بينها وأن يطلق توصيفات شرعية وغير شرعية على بعضها”.

وأضاف: “كما أن الانقسام خلق تمايزا وتفاوتا بكل أسف، هناك من يحظى بانتظام في الرعاية الصحية والاقتصادية والرواتب بالضفة الغربية، وهنالك آخرون عانوا من الحصار والتضييق على الحياة ومن ويلات الحروب في غزة”.

واعتبر ان “توحيد المؤسسة السياسية ووجود قيادة واحدة من شأنه أن يجعل الفلسطينيين يشعرون بالمساواة في الفرص والرعاية والاهتمام والتمثيل، وهو ما زادت حاجته بشكل كبير في الوقت الحالي بعد الحرب”، قائلا: “يجب أن يشعر الفلسطيني بغزة أن هناك سلطة منظمة وقيادة ترعاه وتقدم له كل ما يمكن من خدمات”.

وعلى صعيد آخر، فإن أهمية هذا الملف تكمن في “إنجاز الحقوق السياسية الفلسطينية حيث لا يمكن لقيادة منقسمة وضعيفة إنجازها ولا يتاح لها النضال على المستوى الدولي، لأنه لديها أزمتي شرعية وتمثيل”، وفق عطاونة.

وتابع: “توحيد المؤسسة الفلسطينية والقيادة سيزيد من فرص واحتمالات الاستثمار في الصمود والمعركة والبطولة بغزة، لصالح إنجاز حقوق سياسية للشعب، بما يُشعر الفلسطينيون بالراحة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا على المستوى الوطني بعد الأضرار التي ألحقها بهم الانقسام على كافة المستويات”.

من آليات المصالحة

وقال مدير مركز رؤية للتنمية السياسية إن “إنجاز حكومة توافق وطني في أسرع وقت ممكن لإدارة الشأن السياسي والاقتصادي والمجتمعي، بالذات في الضفة وغزة، من آليات تحقيق المصالحة”.

وتابع: “هناك أيضا ضرورة للاتفاق على قيادة فلسطينية مؤقتة أو انتقالية تخدم وتتولى إدارة الشأن الفلسطيني في هذه المرحلة المعقدة، وصولا إلى انتخابات عامة، يحدد الشعب فيها من يتولى زمام القيادة، ومن يحظى بالتأييد والأغلبية يكون هو صاحب الحق والشرعية في قيادة الشارع الفلسطيني”.

وقال عطاونة عن ذلك: “قيادة فلسطينية موحدة مؤقتة انتقالية يمكن تسميتها تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وتَمثُل أمام العالم والمؤسسات الدولية وكل القوى السياسية والدول، ثم أخيرا وهو إعادة الحق إلى أصحابه، صاحب الحق في من يمثل الشعب هو الشعب، وهذا يجري عبر انتخابات عامة”.

وتابع “المصالحة وبناء قيادة فلسطينية مشتركة كلها مكاسب وإيجابيات، ستنجز للفلسطيني مكاسب على الصعيد الوطني والسياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي والنفسي”، مستبعدا في ذات الوقت وجود أضرار نتيجة “حالة الوحدة وبناء المؤسسات السياسية على أساس الشراكة”.

وختم عطاونة قائلا: “الانقسام شروره وسلبياته كثيرة، لذلك أعتقد أن السعي نحو المصالحة هو ذهاب نحو الإيجابية والمصلحة الوطنية بشكل مطلق وكامل، والاستسلام للانقسام هو استسلام لشر يتسبب بأذى على كافة الصعب”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق