الاستنزاف يتوسع بين إسرائيل و”حزب الله”.. هل ينذر بحرب واسعة؟

bourbiza mohamed19 يوليو 2024آخر تحديث :
الاستنزاف يتوسع بين إسرائيل و”حزب الله”.. هل ينذر بحرب واسعة؟
الاستنزاف يتوسع بين إسرائيل و”حزب الله”.. هل ينذر بحرب واسعة؟


بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول

– المواجهة العسكرية الاستنزافية بين إسرائيل و”حزب الله” تتوسع يوما بعد آخر؛ ما يثير مخاوف من اندلاع حرب واسعة بموازاة حرب مدمرة تشنها تل أبيب على قطاع غزة للشهر العاشر
– الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب: إسرائيل ستزيد الضغوط على حزب الله قبل زيارة نتنياهو لواشنطن.. لكن لن يحصل هجوم أو حرب واسعة، وستبقى حرب مفتوحة ليست لفترة قصيرة
– الخبير الاستراتيجي العميد الركن المتقاعد هشام جابر: المواجهات ستتسع بالمساحة لكن تحت سقف حرب المواجهة الشاملة.. الحزب لا يريد حربا مفتوحة، بينما إسرائيل تريدها لكن لا تستطيع تحمل مسؤوليتها

من يوم إلى آخر، تتغير مستويات التصعيد والاستنزاف بين إسرائيل و”حزب الله”، ضمن مواجهات حدودية مستمرة منذ نحو 10 أشهر، وفق معطيات ميدانية رصدها مراسل الأناضول.

ووسّعت إسرائيل ميدان مواجهتها مع “حزب الله”، متخطية تبادل قصف القرى الحدودية إلى عمليات اغتيال، إذ قتلت قادة بالحزب، وتجاوزت حدود لبنان إلى الجار سوريا، ناقلة الصراع إلى مرحلة جديدة.

وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب و”حزب الله”؛ ما أثار مخاوف من اندلاع حرب واسعة شاملة بينهما، بموازاة حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأحد: “نخوض قتلا عنيفا في الشمال (مع حزب الله)، ومستعدون ونستعد للمرحلة المقبلة في لبنان”.

والأربعاء، قال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله إن حزبه ماضٍ في معركته حتى تتوقف الحرب على غزة.

واعتبر أن أهداف معركته “تتحقق يوما بعد يوم”، والجانب الإسرائيلي “يقر بذلك من خلال استنزافه وجيشه على كل الصعد”.

ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل الحرب التي تشنها بدعم أمريكي على غزة، وخلّفت أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

ولوحظ انتقال إسرائيل إلى مرحلة أخرى من العمليات العسكرية في جنوب لبنان، حيث تركز قصفها على الخط الثاني من المنطقة الحدودية بعمق يتراوح بين 7 و10 كيلومترات.

وفي هذا الخط، تستهدف بالقصف بلدات شقرا وبرعشيت والطيبة وأطراف دير ميماس في القطاع الشرقي، وطير حرفا ووادي الزرقاء في القطاع الغربي.

بينما شملت المرحلة السابقة، فرض حزام أمني بالنار على البلدات المحاذية لحدود لبنان الجنوبية.

وثمة مخاوف في لبنان من احتمال تكبّد مزيد من الخسائر، إذا ما نفذت إسرائيل تهديدها بشن عملية عسكرية واسعة.

وبين 8 أكتوبر و9 يوليو/ تموز الجاري، سجّلت وزارة الصحة اللبنانية 1904 إصابات، بينها 466 قتيلا معظمهم من مقاتلي “حزب الله”، فيما بلغ عدد النازحين 96 ألفا و829.

ويبدو التصعيد الراهن متوقعا، وفق خبيرين رجحا في حديث للأناضول أن يبقى دون سقف الحرب الواسعة الشاملة، واعتبر أحدهما أن “حزب الله” لا يريد هذه الحرب، وبينما ترغب فيها إسرائيل، فإنها لا تريد تحمل مسؤوليتها.

إسرائيل توسع ضرباتها

الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب قال للأناضول إن “حزب الله يربط استمرار مواجهته في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار في غزة، ولكن إسرائيل تفصل بين الجبهتين ولديها قيادة خاصة بجبهة لبنان”.

وتابع: “التصعيد الأخير لم يكن من حزب الله، بل من إسرائيل؛ لأن الحزب ما زال على نفس المبدأ: إذا وسعّت إسرائيل نوسع. ولاحظنا أن الحزب فعّل جبهة الجولان السوري المحتل بشكل قوي”.

ملاعب أردف أن “الحزب استطاع استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية في الجولان، وهذا ما يحصل من أسبوعين لغاية اليوم، وإسرائيل توسع الضربات، والحزب يتعامل مع هذا التوسع”.

ورأى أن “إسرائيل تعمل وفق استراتيجية عندما ترى عدوك يضعف زد عليه هجومك (…) أي تنتظر ليضعف حزب الله حتى تزيد ضرباتها عليه”.

الحرب الواسعة مستبعدة

ملاعب توقع أنه “ستزداد الضغوط على حزب الله من قبل إسرائيل قبل الزيارة المرتقبة أواخر هذ الشهر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة وإلقاء خطاب أمام الكونغرس (الأربعاء المقبل)”.

لكنه رجح أنه “لن يحصل هجوم أو حرب واسعة، ولكن ستبقى حرب مفتوحة ليست لفترة قصيرة، لأن إسرائيل تريد إضعاف قدرات حماس وحزب الله”.

وتابع أن “الأمور لن تنتهي بشهر أو شهرين، بل حرب طويلة ومفتوحة، ولا أحد يستطيع تحديد سقف زمني لها، طالما أنها تلبي هدف الانتقام”.

ملاعب شدد على أن “الرغبة لدى المجتمع النازي الإسرائيلي بالانتقام لا تحقق أي هدف، فما زالت حماس موجودة وما زالت إسرائيل تخسر أمام الراي العام العالمي؛ لأنها تقوم بإبادة جماعية”.

وتواصل تل أبيب حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

احتمال انفجار الوضع

“المواجهات بين إسرائيل وحزب الله ستتسع بالمساحة، ولكن تحت سقف حرب المواجهة الشاملة”.. هكذا بدأ رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الخبير الاستراتيجي العميد الركن المتقاعد هشام جابر قراءته للمشهد.

وأرجع ذلك إلى “سببين: أن حزب الله لا يريد فتح الجبهة الواسعة وليس لديه مصلحة فيها، إنما الإسرائيلي يريد، ولكنه لا يستطيع تحمل مسؤوليتها”.

ورأى أن “جميع المؤشرات والدراسات تقول إنه لن تحصل المواجهة الشاملة؛ لأنها ستكبر وتتمدد إلى المنطقة بأكملها”.

وإذا اندلعت هذه المواجهة “تحصل حرب إقليمية تصل الخليج واليمن، وتتمدد وتتورط فيها أطراف عديدة، بما فيها إيران التي لا تريد حرب واسعة ترفضها أيضا واشنطن”، كما زاد جابر.

واعتبر أنه “إذا حصل خطأ في الحسابات ممكن أن يتفجر الوضع، إذا قامت إسرائيل بعملية محدودة، سواء برا او بحرا او جوا، وهذا يعتبر إعلان للحرب الواسعة حسب حجم العملية وأثارها”.

وختم جابر بأنه “إذا لم تحصل الحرب الواسعة حتما ستبقى عمليه استنزاف لن يستفيد منها أحد، وستكون إسرائيل أكثر ضررا بكثير من حزب الله بحال استمرت حرب الاستنزاف”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق