لليوم الثاني.. نازحون يفترشون الطرق بخان يونس بعد إخلاء منازلهم

bourbiza mohamed2 يوليو 2024آخر تحديث :
لليوم الثاني.. نازحون يفترشون الطرق بخان يونس بعد إخلاء منازلهم
لليوم الثاني.. نازحون يفترشون الطرق بخان يونس بعد إخلاء منازلهم


غزة/ الأناضول

وسط دمار هائل وخوف مستمر، تفترش عائلات فلسطينية الطرق في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، عقب إنذار الجيش الإسرائيلي بإخلاء المناطق الشرقية لاعتزامه تنفيذ عملية عسكرية هناك.

يعيش هؤلاء النازحون، الذين تركوا منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجأوا إليها أو الخيام، في الشوارع وسط ظروف صعبة للغاية بلا طعام ولا مياه ولا أمتعة، وعلى وقع انفجارات الغارات الإسرائيلية.

ويحاولون فقط النجاة بأرواحهم من الموت في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية، كما قالوا في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول.

والاثنين، توعّد الجيش في اتصال مسجل، ورد سكان المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، بـ”العمل بقوة شديدة وبشكل فوري في المنطقة”.

وخاطب متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، “كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وبني سهيلا ومعن والمنارة وجورة اللوت، والفخاري، وخزاعة والإقليمي، وبلدية الشوكة والنصر”.

وزعم في بيان له على منصة “إكس”، أنه “من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري للمنطقة الإنسانية”.

وشهدت المناطق التي أنذرها الجيش بالإخلاء حركة نزوح واسعة، حيث اتجه غالبية النازحين لمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، والمكتظة أصلا بالنازحين، وفق إفادة شهود عيان.

فيما لم يجد المئات منهم أماكن يلجؤون إليها فبقوا في الشوارع والطرق بلا مأوى.

**حياة متعبة

تقول النازحة الفلسطينية حنان النجار، التي تفترش أحد شوارع مدينة خان يونس، إنها مرت بنحو 7 رحلات نزوح منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر.

وأضافت للأناضول: “تعبنا من التنقل المستمر وكان آخره الاثنين، من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس”.

وأوضحت أنها وأفراد عائلتها لم يناموا منذ يوم أمس، حيث لم يجدوا أي مكان يأويهم ما اضطرهم للبقاء في الشارع.

ووصفت الحياة في ظل الظروف الحالية التي أنتجتها الحرب بـ”المتعبة”، قائلة: “الحياة أصبحت مليئة بالتعب ووصلنا لأقصى درجات التحمل”.

وشكت من سوء الأوضاع المعيشية حيث لم تحصل على غاز الطهي منذ 9 شهور فيما فقدت الدقيق لأكثر من 5 شهور.

وأشارت إلى أنها كانت تعيش داخل خيمة في بلدة بني سهيلا، لافتة إلى أنها بالكاد استطاعت أن توفر الخشب والنايلون لإنشائها.

وتركت العائلة الخيمة ونزحت بشكل فوري بعد إنذار الجيش المنطقة بالإخلاء.

**تشرد مستمر

مع تكرار رحلات النزوح، تصف النازحة الفلسطينية مريم البريم الأوضاع المعيشية بـ”المريرة وسط استمرار حالة التشرد والتدمير”.

وقالت للأناضول: “كل يوم نتشرد من منطقة إلى أخرى بناء على أوامر الإخلاء، أعادونا سنوات طويلة إلى الوراء، هذه معاناة يعيشها الصغار والكبار على السواء”.

وذكرت البريم أنها تعاني من “أمراض القلب والسكري والضغط”، ما يجعلها أقل قدرة على تحمل الظروف المعيشية القاسية والتنقل مشيا على الأقدام لمسافات طويلة.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أجبرهم قسرا على الخروج من منازلهم، قائلة: “خرجنا مجبرين تحت الضغط الإسرائيلي”.

ولفتت إلى أنها وأفراد عائلتها قضوا الليلة الماضية بالنوم على الحجارة الصغيرة بدون أي فراش أو أمتعة.

وختمت حديثها قائلة: “منذ بدء الحرب ونحن نتنقل من مكان لآخر بشكل مستمر، نحن ضحية لهذا النزوح المتواصل”.

كما تقول النازحة ليندا البريم، التي لم تجد إلا الطرقات مأوى لها بعدما تركت منزلها في شرق خان يونس: “لم نحمل أي شيء معنا، أخذت أطفالي وهربنا ركضا خشية وقوع أي قصف محتمل بعد أوامر الإخلاء”.

وتابعت: “بسبب التشرد نشعر بالتعب فالوضع صعب للغاية”.

وأوضحت أنها نزحت 5 مرات منذ بداية الحرب، مضيفة: “لا أعلم اليوم أين سنذهب!”.

وأشارت إلى أنها لم تجلب معها الطعام القليل الذي بقي لديها، قائلة إنها لم تطعم أولادها إلا شطائر محشوة بالفلفل الأحمر الحار.

وفي وقت سابق الثلاثاء، توقعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، اضطرار 250 ألف فلسطيني إلى النزوح مجددا من مدينة خان يونس، رغم عدم وجود مكان آمن في قطاع غزة.

وقالت الأونروا في منشور على منصة “إكس”: “بعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة إلى مدينة خان يونس المدمرة (جنوب القطاع)، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة للمنطقة”.

وأضافت: “مرة أخرى تواجه الأسر النزوح القسري، وتشير تقديراتنا إلى أن 250 ألف شخص سيضطرون إلى الفرار، رغم أنه لا يوجد مكان آمن في غزة”.

ويعيش نحو مليوني نازح فلسطيني في قطاع غزة أوضاعا مأساوية ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل المياه والغذاء والرعاية الطبية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق