لتتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها ولا مبرر لمنع المساعدات

bourbiza mohamed27 فبراير 2024آخر تحديث :
لتتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها ولا مبرر لمنع المساعدات
لتتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها ولا مبرر لمنع المساعدات


أنقرة / طوغبا ألتون / الأناضول

** أستاذ القانون الدولي بجامعة جنيف السويسرية، ماركو ساسولي، في حديث للأناضول:
– يجب على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة دون تقديم أعذار
– على جميع الدول منع إسرائيل من مواصلة انتهاك القانون الإنساني الدولي

أكد أستاذ القانون الدولي بجامعة جنيف السويسرية، ماركو ساسولي، على وجوب السماح الفوري بدخول المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزّة، دون تقديم أي مبررات، داعيا “جميع الدول لمنع إسرائيل من مواصلة انتهاك القانون الإنساني الدولي”.

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، تحدث فيها ساسولي عن قضايا تتعلق بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والوضع الإنساني فيه، ومقاطعة إسرائيل ومنتجاتها.

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، قال أستاذ القانون الدولي: “أعتقد أنه من الممكن إيجاد حلول لدخول المساعدات الإنسانية (إلى غزة)”.

وأضاف: “في الوقت الحالي، تخضع العديد من الأماكن في قطاع غزة للسيطرة الإسرائيلية، يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورًا إلى المناطق الفلسطينية، كما يجب على إسرائيل أيضًا السماح بدخول المساعدات إلى الأماكن التي لا تسيطر عليها في القطاع”.

وذكر أن “محكمة العدل الدولية خلصت إلى أن بعض الممارسات التي تدعي جنوب إفريقيا أن إسرائيل ارتكبتها في غزة، قد ترتقي بالفعل إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية وفق اتفاقية الأمم المتحدة ذات الصلة”.

ورأى أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً جدًا حتى تتخذ المحكمة قرارًا، مبينا أن قرار المحكمة المؤقت ينص على أن إسرائيل يجب أن تفعل كل شيء من أجل “وقف وتجنب الإبادة الجماعية”، ولكن لم يتم اتخاذ قرار يجبر إسرائيل على وقف القتال.

وللمرة الأولى منذ قيامها في 1948، تخضع إسرائيل حاليا لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة.

في 26 يناير/ كانون ثاني الماضي أعلنت المحكمة قراراتها الأولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في إطار الاتفاقية المتعلقة بالإبادة الجماعية لعام 1948، وأمرت إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

ورغم قرارات المحكمة الداعية إلى وقف الهجمات ضد الفلسطينيين دون أن تتضمن نصا لوقف إطلاق النار، لا تزال إسرائيل تواصل هجماتها على قطاع غزة، وتبتعد عن اتخاذ خطوات لإنهاء المأساة الإنسانية.

على إسرائيل الامتثال للقانون الإنساني الدولي

ولفت ساسولي إلى أن إسرائيل ملزمة بالامتثال للقانون الإنساني الدولي، وهناك احتمال أنها لا تلتزم بمبدأ التناسب في الهجمات التي تشنها، خاصة وأن التناسب في القانون الإنساني هو حالة يجب تقييمها في كل هجوم على حدة.

وزاد: “نعلم أن العديد من المدنيين الفلسطينيين تضرروا من هذا الوضع، فيما تعرض آخرون للقتل أو الإصابة. تم تدمير العديد من المنازل. إضافة إلى ما سبق، نحن بحاجة إلى معرفة الأهداف التي هاجمتها إسرائيل وأهمية هذه الأهداف”.

ومستنكرا التبريرات الإسرائيلية لقتل المدنيين في غزة، ذكر الخبير أن “إسرائيل تهاجم آلاف الأهداف، ولا أستطيع أن أتخيل أن كل مركز مهم بما يكفي لتبرير قتل أعداد كبيرة من المدنيين”.

وفيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين، شدد على أن “قوة الاحتلال لا تستطيع إصدار أوامر الإخلاء فجأة لمناطق أو أحياء واسعة مثل شمال غزة أو خانيونس أو رفح، ويجب توجيه التحذير قبل شن أي هجوم عسكري إلى مناطق أوسع من المنطقة المستهدفة بعينها”.

ولفت ساسولي إلى عدم إمكانية قوة الاحتلال الطلب من الأشخاص في المناطق التي لا تسيطر عليها مغادرة المنطقة، وإذا لزم الأمر لأسباب أمنية يمكنها أن تأمر الناس بإخلاء المناطق الخاضعة لسيطرة “قوة الاحتلال”، بحسب قوله.

يجب ضمان ومراقبة توزيع المساعدات

وفيما يخص زعم إسرائيل سماحها بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، قال ساسولي إن “الفلسطينيين والمنظمات الإنسانية الدولية أكدوا أن المساعدات لم تصل إلى الأماكن اللازمة”.

ورأى أن إسرائيل يمكنها التحكم بالمساعدات الإنسانية ضمن نطاق القانون الإنساني، وأن بإمكانها التأكد من أن المساعدات الموزّعة تستخدم لصالح المدنيين فقط.

كما شدد على ضرورة سماح إسرائيل بدخول مادة الوقود الحيوية إلى قطاع غزّة وتوزيعها، قائلا إن الوقود ضروري لاستخدام المولدات الكهربائية في المستشفيات.

ونتيجة حصار الجيش الإسرائيلي لمستشفيات في غزة، لقي الكثير من المرضى حتفهم بعد انقطاع التيار الكهربائي وتوقف أجهزة الأكسجين إثر منع الوقود عنها.

وشدد ساسولي على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، منوها إلى أن حياة موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية معرضة للخطر أيضًا.

تجدر الإشارة أنه قتل 108 موظفين أمميين في القطاع بعد مرور 50 يوما على الحرب، وهو رقم غير مسبوق، على الأقل منذ مطلع القرن الواحد والعشرين.

وأشار ساسولي إلى أن وقفًا لإطلاق النار في المنطقة، سوف يسهل على العاملين بمنظمات الإغاثة إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية بالمناطق المتضررة.

وقال: “أعتقد بضرورة إيجاد حلول لدخول المساعدات الإنسانية، وفي الوقت الحالي، تخضع العديد من الأماكن في قطاع غزة للسيطرة الإسرائيلية، ويجب توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون. يجب على إسرائيل السماح بدخول المساعدات إلى الأماكن التي لا تسيطر عليها أيضًا”.

لا أعذار عندما يتعلق الأمر بمساعدات إنسانية

وفيما يتعلق بالمدنيين المحتاجين للمساعدة، قال ساسولي: “لا يمكن أن يكون هناك أي عذر عندما يتعلق الأمر بتزويد المدنيين بمساعدات إنسانية لازمة”.

وشدد على ضرورة أن تقوم جميع الدول بمنع إسرائيل من مواصلة انتهاك القانون الإنساني الدولي، مذكرًا أن عدم سماح إسرائيل لأعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة السجناء والأسرى لديها يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي ويثير الشكوك حول تعرض الأسرى لسوء المعاملة.

وفيما يتعلق بمقاطعة إسرائيل ومنتجاتها، قال: “المقاطعة تعني عدم شراء الفاكهة أو غير ذلك من المنتجات التي تنتجها إسرائيل ما لم تحترم القانون الإنساني الدولي، بما يتماشى مع التزام جميع الدول بالامتثال لاتفاقيات جنيف”.

وفيما يتعلق باستمرار المساعدات العسكرية التي تقدمها بعض الدول لإسرائيل، ختم بالقول: “يجب على أولئك الذين يزودون إسرائيل بالأسلحة، ضمان استخدام هذه الأسلحة بشكل لا ينتهك القانون الإنساني”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي عسكري وسياسي، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنى التحتية، ونزوحا جماعيا وكارثة إنسانية غير مسبوقة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق