كارثة وبائية.. “الجرب” يهدد مخيمات النزوح وسط غزة

bourbiza mohamed4 يوليو 2024آخر تحديث :
كارثة وبائية.. “الجرب” يهدد مخيمات النزوح وسط غزة
كارثة وبائية.. “الجرب” يهدد مخيمات النزوح وسط غزة


غزة/ الأناضول

سامي احميد، مسؤول في نقابة الصيادلة:
– أمراض وأوبئة جلدية أخرى منتشرة في مخيمات النزوح كالجدري والالتهاب الجلدي
– مخازن وزارة الصحة تعاني من نفاد نحو 13 صنفا من العلاجات الخاصة بالأمراض الجلدية
النازحة الفلسطينية “أم مبارك”:
– نعيش معاناة مركبة في خيام النزوح بسبب تسرب مياه الصرف الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه وفقدان الأدوية وانعدام السيولة

 

تهدد كارثة وبائية جديدة مخيمات النزوح وسط قطاع غزة مع انتشار مرض “الجرب” الجلدي، سريع العدوى، والذي تفشى جراء تراكم مياه الصرف الصحي بين الخيام وانعدام النظافة الشخصية بسبب شح توفر المياه والمنظفات.

ويعيش نحو مليوني نازح داخل المخيمات ومراكز الإيواء في قطاع غزة، في ظروف معيشية قاسية، ووسط خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة.

وما يزيد الحالة الصحية خطورة، النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات للمرضى والمصابين، فيما فقد عشرات المرضى حياتهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، جراء هذا النقص.

ومع شح المياه والمنظفات كالصابون ووسائل الاستحمام، يبقى المشهد أكثر تعقيدا، حيث تنعدم وسائل النظافة الشخصية وسط حالة من الاكتظاظ السكاني في أماكن النزوح ما يتسبب بتفشي الأمراض الجلدية خاصة “الجرب”.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية، حذرت وزارة الصحة ومؤسسات حقوقية وأممية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين جراء الاكتظاظ وتراجع النظافة الشخصية.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يواجه آلاف المرضى في القطاع الموت نتيجة نقص الأدوية وتدمير إسرائيل معظم المنظومة الصحية في القطاع.

وعمد الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

**معاناة مركبة

في مركز إيواء يطلق عليه اسم “النخيل” بمدينة دير البلح وسط القطاع، تتجمع مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين، حيث يلهو ويمرح الأطفال الذين لا يجدون متسعا للعب إلا في هذه المناطق بسبب حالة الاكتظاظ.

جذبت هذه المياه الملوثة الحشرات الطائرة وأبرزها “البعوض” وديدان وحشرات أخرى زحفت إلى خيام النازحين، منغصة عليهم حياتهم التي يصفونها بـ”المريرة”.

النازحة الفلسطينية “أم مبارك” أبو خوصة، قالت، إنهم “يعانون من تسرب مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض، داخل المخيم”.

وتابعت للأناضول: “أصبت بمرض الضغط وأصابتني جلطة دموية، وأولادنا جميعهم مرضوا بسبب الظروف المعيشية والصحية السيئة”.

وأوضحت أن الديدان اجتاحت خيمتهم بسبب انعدام وسائل النظافة أو المبيدات الحشرية، قائلة: “يوميا وفي ساعات الصباح الباكر أشرع بتنظيف الديدان بكنسها للخارج”.

وأشارت إلى أن الحياة داخل خيام النزوح عبارة عن معاناة مركبة، حيث “تتسرب مياه الصرف الصحي، وتنتشر الأمراض والحشرات وسط ارتفاع شديد في درجات الحرارة وشح المياه وانعدام السيولة المالية”.

كما يأتي ذلك في ظل عدم توفر العلاجات اللازمة للأمراض التي أصابتهم، وفق قولها، لافتة إلى أن أحد أحفادها سقط قبل فترة في مياه الصرف الصحي ما أصابه بأمراض جلدية.

**الجرب.. كارثة وبائية مقبلة

بدوره، حذر سامي احميد، مسؤول لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في نقابة الصيادلة، ومدير المركز الطبي في مركز الإيواء، “من كارثة بيئية جديدة في مخيمات النزوح فيما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره”.

وقال للأناضول: “مخيمات النزوح مقبلة على كارثة وبائية بما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره عبر التكدس السكاني المهول”.

وأرجع انتشار الجرب إلى “تشكل برك مياه الصرف الصحي التي تعد بيئة خصبة لتكاثر هذه الحشرة خاصة في ظل عدم رشها بالكيماويات وذلك منذ أكثر من 9 شهور”.

وقال: “منذ 9 شهور لم تقم أي جهة محلية أو دولية أو أهلية بضخ مياه الصرف الصحي لمحطات المعالجة بفعل انقطاع الكهرباء، كما لم تقم برش تجمعات وبرك مياه الصرف الصحي، ما أدى لانتشار الجرب”.

والجرب هو طفح جلدي يسبب حكة تنتج عن سوس ناقب صغير يسمى “القارمة الجَرَبية”.

وفي السياق، قال احميد إن أمراضا وأوبئة أخرى منتشرة داخل مخيمات النزوح منها “الجدري في صفوف الأطفال، والتهاب الجلد الحاد والذي ينتشر عبر البعوض”.

**فقدان العلاجات

يصف احميد توفر الأدوية والعلاجات الطبية الخاصة بالأمراض الجلدية في قطاع غزة بـ”المعجزة”، قائلا إن “هذا الأمر صعب للغاية”.

وقال إن مخازن وزارة الصحة تعاني من نفاد نحو 13 صنفا من العلاجات الخاصة بالأمراض الجلدية.

وعن المستحضر المستخدم في علاج مرض الجرب، يقول إنهم في المركز الطبي يحصلون كل 20 يوما على لتر واحد فقط من هذا المستحضر.

وتابع: “هذا المستحضر قد ينقذ حياة مخيم كامل من الجرب، لكن اللتر الواحد لا يكاد يكفي لـ5 أيام فقط، ما يدفعنا لتخفيفه كي يستفيد منه أكبر عدد من المرضى”.

وأشار إلى أن المستحضرات العلاجية الخاصة بعلاج الحروق وحروق الشمس مفقودة أيضا كما أنها غير متوفرة في الأسواق الخاصة.

وناشد الجهات المعنية والدول بـ”المساهمة لإدخال علاجات الأمراض الجلدية”.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت وزارة الصحة فقدان 70 بالمئة من قائمة الأدوية الأساسية من مستودعاتها، محذرة من نفاد وشيك للأدوية والمهمات الطبية الخاصة بالأمراض التخصصية كالسرطان والفشل الكلوي.

وبدعم أمريكي، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى ظهر الثلاثاء، عن أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.​​​​​



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق