بين إسرائيل وروسيا.. فلسطين تفضح “ازدواجية معايير” الجنائية الدولية

bourbiza mohamed4 يوليو 2024آخر تحديث :
بين إسرائيل وروسيا.. فلسطين تفضح “ازدواجية معايير” الجنائية الدولية
بين إسرائيل وروسيا.. فلسطين تفضح “ازدواجية معايير” الجنائية الدولية


لاهاي/ الأناضول

– المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحق 8 مسؤولين روس بينهم بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا بينما لم تصدر أي مذكرة ضد مسؤولين إسرائيليين
– ضغوط إسرائيلية وأمريكية لمنع المحكمة من إصدار مذكرات اعتقال في ما يتعرض له الفلسطينيون.. وبريطانيا تعتزم تقديم حجج قانونية من شأنها عرقلة العملية

في العام الثاني والعشرين على تأسيسها، تواجه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بـ”ازدواجية المعايير”؛ بسبب بطء تحقيقها في ما يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، مقارنة بسرعتها في التحقيق بشأن أوكرانيا.

ومنذ بدء سريان اتفاق تأسيسها، نظام روما الأساسي، مطلع يوليو/ تموز 2002، تعرضت المحكمة (مقرها في لاهاي بهولندا) لانتقادات كثيرة بلغت ذروتها مع حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب على غزة عن أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وبموازاة ذلك، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، فقتل 560 فلسطينيا، بينهم 136 طفلا، وأصاب نحو 5 آلاف و300 واعتقل حوالي 9 آلاف و510، وفق جهات فلسطينية رسمية.

حرب روسيا وأوكرانيا

في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أكملت المدعية العامة للمحكمة آنذاك فاتو بنسودا (2012-2021) دراستها الأولية للوضع في أوكرانيا، ثم بدأت المحكمة تحقيقا بشأن الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة منذ فبراير/ شباط 2022.

وأصدرت المحكمة، في مارس/ آذار 2023، مذكرتي اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمفوضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا؛ بتهمة المسؤولية عن ارتكاب جرائم مزعومة خلال الحرب.

كما أصدرت، في يونيو/ حزيران من العام التالي، مذكرتي اعتقال بحق أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو (وزير الدفاع الروسي السابق)، ورئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف.

وإجمالا، أصدرت المحكمة بين مارس/ آذار 2023 ويونيو الماضي مذكرات اعتقال بحق 8 مسؤولين روس؛ على خلفية الحرب في أوكرانيا المدعومة من الغرب.

وروسيا ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك أوكرانيا لكنها منحت المحكمة اختصاص البت في الجرائم المزعومة على أراضيها.

وبينما أصدرت مذكرات اعتقال بحق مسؤولين روس رفيعي المستوى، لم تصدر المحكمة حتى اليوم أي مذكرة اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين، منذ أن بدأت التحقيق في الانتهاكات بالأراضي الفلسطينية في مارس/آذار 2021.

وفي 20 مايو/ أيار الماضي، طلب مدعي عام المحكمة كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” بغزة.

وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

ورغم استمرار الحرب على غزة، فإن الميزانية والموارد البشرية التي خصصها مكتب خان للتحقيق في فلسطين، وفق منتقدين، أقل بكثير مقارنة بما خصصته المحكمة الجنائية لملف أوكرانيا، ما زاد الانتقادات الموجهة للمحكمة.

والمحكمة الجنائية هيئة دولية مستقلة غير تابعة للأمم المتحدة أو أي مؤسسة دولية أخرى، وتعد قراراتها ملزمة، لكن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة لا تعترفان بالولاية القضائية للمحكمة، التي قبلت عضوية فلسطين عام 2015.

ضغوط أمريكية وإسرائيلية

وعبر تصريحات علنية وتحركات خلف الستار، وفق تقارير إعلامية، تضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على المحكمة؛ لمنعها من إصدار مذكرات اعتقال بحق أي مسؤول إسرائيلي.

وتوعد أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بتداعيات سلبية على المحكمة وموظفيها، في حال أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو و/ أو أي مسؤول إسرائيلي آخر.

كما تمارس إسرائيل، حسب تقارير إعلامية، أنشطة تجسس وترهيب ضد المحكمة؛ لوقف تحقيقاتها بشأن الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، استدعت الخارجية الهولندية سفير إسرائيل مودي أفرايم؛ لتقديم تفسيرات بشأن تقارير عن تنفيذ جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) عمليات مراقبة وتجسس سرية استهدفت المحكمة الدولية.

وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في مايو الماضي، أن الرئيس السابق لجهاز “الموساد” يوسي كوهين هدد بنسودا بأمن أسرتها، خلال اجتماعات سرية في إطار الضغط عليها للتخلي عن التحقيق بخصوص فلسطين.

وجرت اتصالات سرية بين كوهين وبنسودا في السنوات التي سبقت قرارها فتح تحقيق رسمي في جرائم الحرب الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

تدخل بريطاني

وفي 27 يونيو الماضي، قرر قضاة المحكمة السماح لبريطانيا بتقديم حجج قانونية في القضية، بينما يدرسون ما إذا كانوا سيوافقون على إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.

ومن شأن الخطوة البريطانية المرتقبة أمام دائرة الفحص الأولي للمحكمة، حسب “الغارديان”، أن تؤخر قرار القضاة بشأن مصير الطلبات التي تقدم بها المدعي العام.

وتدعي بريطانيا أن فلسطين ليس لها الحق في الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية عبر قبول نظام روما الأساسي، وبالتالي لا تملك المحكمة سلطة التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

ومنذ 2012، تمتلك فلسطين وضع “دولة مراقب غير عضو” بالأمم المتحدة، ويحول استخدام واشنطن لسلطة “النقض” (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي دون حصول الفلسطينيين على عضوية أممية كاملة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق