غزة.. المواصي أكثر مناطق العالم ازدحاما بنازحين يكابدون الحرب

bourbiza mohamed5 يونيو 2024آخر تحديث :
غزة.. المواصي أكثر مناطق العالم ازدحاما بنازحين يكابدون الحرب


غزة / محمد ماجد / الأناضول

ـ تكدس 1.7 مليون نازح على 69 كيلومترا مربعا، ومرحاض واحد لكل 4000 نازح
ـ خيام عشوائية للنازحين في منطقة المواصي وسط انتشار القوارض والنفايات
ـ النازحون يواجهون حرارة عالية وشحا في مياه الشرب والاستحمام
ـ “أوكسفام”: 85 بالمئة من الأطفال لم يأكلوا سوى مرة واحدة خلال 3 أيام

على أقل من خمس مساحة قطاع غزة، يعيش أكثر من 1.7 مليون نازح فلسطيني في منطقة المواصي ومحيطها (غرب)، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 8 أشهر.

في تلك المنطقة تصطف خيام النازحين عشوائيا، حيث لا يمكن العثور على مكان فارغ، وتنتشر بينها النفايات وروائحها الكريهة وكذلك الحشرات والقوارض، دون إمكانية وجود أي جهد لمكافحتها.

والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح (جنوب).

** شح مياه الشرب

ويواجه النازحون في منطقة المواصي ومحيطها مخاطر بيئية وصحية كارثية، جراء تكدس أطنان النفايات في ظل عجز البلديات عن القيام بمهامها، بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق، ومنع إدخال الوقود والآليات والمعدات اللازمة لعملها.

في هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه الغزيون النازحون الذين يعيشون داخل الخيام المصنوعة من النايلون والقماش المهترئ أوضاعا مأساوية، بسبب ارتفاع الحرارة إلى مستويات تتجاوز 30 درجة مئوية.

ويعتمد معظم النازحين في منطقة المواصي على مياه البحر القريبة للاستحمام، نظرا لصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها.

كما يعتمدون في الغالب على مياه الشرب المتوفرة في مناطق وسط القطاع مثل مدينة دير البلح، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضعة لترات منها، بسبب عدم توفر مياه نظيفة هناك.

** مرحاض واحد لكل 4000 شخص

وفي ظل العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قالت منظمة المساعدة الإنسانية الدولية “أوكسفام”، الثلاثاء: “فر أكثر من مليون شخص من رفح إلى المواصي ودير البلح وخان يونس”.

وأضافت في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أن “التقديرات تشير الآن إلى أن 1.7 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة، محشورون في مساحة 69 كيلومترا مربعا، أي أقل من خمس مساحة القطاع”.

وأوضحت المنظمة أن “85 بالمئة من الأطفال لم يأكلوا وجبات كافية ليوم كامل غير مرة واحدة في الأيام الـ3 التي سبقت إجراء الاستبيان (في مايو/ أيار الماضي)، مع تدهور التنوّع الغذائي”.

وأكدت أن “الظروف المعيشية مروّعة، لدرجة أنه لا يوجد في المواصي سوى 121 مرحاضا فقط لأكثر من 500 ألف شخص، أي يضطر 4,130 شخصا إلى مشاركة مرحاض واحد فقط”.

وذكرت أنه “لا يُسمح سوى بدخول 19 بالمئة فقط من 400 ألف لتر وقود اللازمة يوميا لإنقاذ العملية الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك النقل وتوفير الماء النظيف والتخلص من ماء الصرف الصحي، ولا تتم هذه العمليات يوميا”.

وارتكبت إسرائيل سلسلة مجازر بحق نازحين غرب رفح يومي 26 و27 مايو الماضي، التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها “منطقة آمنة”، أسفرت عن مقتل 72 فلسطينيا وفق وزارة الصحة بغزة، و200 قتيل حسب مسؤولة أممية، خلال 48 ساعة.

ويعود التباين في الحصيلة إلى خروج مستشفيات رفح عن الخدمة ووجود إصابات حرجة كثيرة دون تدخل طبي.

وفي ظل الحرب ودخول مساعدات شحيحة، يواجه أكثر من مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو/ تموز القادم، وفق بيان لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”.

** مساعدات محدودة

والأربعاء، بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، توزيع مساعدات غذائية محدودة على مئات النازحين في مناطق وسط وجنوبي قطاع غزة، دخلت في وقت سابق عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

وفي 26 مايو الماضي، بدأ دخول المساعدات عبر “كرم أبو سالم”، للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية البرية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع في 7 من الشهر نفسه، والسيطرة على معبر رفح الحدودي الذي كان ممرا رئيسيا لدخول المساعدات وسفر المرضى والجرحى.

وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة في 29 مايو الماضي، انخفاض دخول المساعدات إلى قطاع غزة 67 بالمئة منذ إغلاق إسرائيل معبر رفح.

ومنذ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني في معبر رفح الحدودي مع مصر، في 7 مايو الماضي، ترفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب بشأنه، لعدم “شرعنة” احتلاله.

وفي 24 مايو، اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي جو بايدن، على “إرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل لآلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني”، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق