بذكرى النكسة.. لاجئون بالأردن يتمسكون بالعودة لفلسطين

bourbiza mohamed5 يونيو 2024آخر تحديث :
بذكرى النكسة.. لاجئون بالأردن يتمسكون بالعودة لفلسطين
بذكرى النكسة.. لاجئون بالأردن يتمسكون بالعودة لفلسطين


جرش / ليث الجنيدي / الأناضول

– عبد الله حسين: اسنعود إلى بلادنا إذا كان هناك تعهدات وضمانات دولية، والتحرير يأتي خطوة خطوة، ونحن نعيش على الأمل
– عبد الله سليمان: بعد معركة “طوفان الأقصى” بدأت دول تعترف بفلسطين، أحب أن أعود إليها، فمَن ذا الذي لا يريد وطنه؟!
– ياسر موسى: التركيز زاد على فلسطين بعد 7 أكتوبر، والقضية تألقت بالمحافل الدولية، لدينا أمل بوجه الله أن ننال حقوقنا

نحو ستة عقود مضت على “النكسة” ولا يزال اللاجئون الفلسطينيون في الأردن يأملون ويتمسكون بالعودة إلى ديار هُجروا منها تحت وطأة الحرب الإسرائيلية عام 1967.

هذا الأمل يتصاعد مع القرارات الأخيرة التي اتخذتها مؤخرا 4 دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك بالتزامن مع حرب إسرائيلية مدمرة تفتك بالفلسطينيين ومقدراتهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

57 عاما مرّت على حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، التي يُعد مخيم “جرش” شمال الأردن المعروف محليا بـ”مخيم غزة”، شاهدا حيّا على تداعياتها.

وعلى مساحة كيلو متر مربع واحد، يحوي المخيم حوالي 35 ألف لاجئ فلسطيني غادروا قطاع غزة، في مشهد يتكرر حاليا في غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وحرب 1967 التي سميت بـ”النكسة” اندلعت إثر شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على قواعد سلاح الجو المصري في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) في 5 يونيو من ذلك العام.

واحتلت إسرائيل، في “حرب الأيام الستة”، سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية وقطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية.

وترتب على النكسة وفق إحصائيات فلسطينية، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة؛ معظمهم إلى الأردن، حيث يوجد 13 مخيما للاجئين الفلسطينيين تضم نحو مليوني لاجئ.

ولم ينقطع أمل اللاجئين في عودة قريبة إلى فلسطين، لاسيما في ظل ما يعتبرونه ظهورا جديدا للقضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر وارتفاع عدد الدول المعترفة بفلسطين.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت سلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين؛ ما رفع عدد الدول المعترفة بها إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العام للأمم المتحدة.

التحرير خطوة خطوة

بالتزامن مع هذه الاعترافات وذكرى النكسة، أجرى مراسل الأناضول جولة ميدانية في مخيم جرش (غزة)، حيث التقى لاجئين تحدثوا عن هذه المستجدات ودورها في تهيئة الظروف للعودة إلى فلسطين.

عبد الله حسين علي أبو أشرف (85 عاما) قال للأناضول إن “الاعتراف استقرار للشعب الفلسطيني المشتت والتائه في كل الدول (…) نطمح أن تعود دولتنا بكاملها، ولكن الآن المطلوب هو تجميع أنفسنا؛ لكي نطالب بكامل دولتنا”.

وأردف: “نحن الآن كيان ضعيف، وهناك دول عظمى تبيع وتشتري فينا، ففي قطاع غزة نموت بلا ثمن عند العالم، فالإسرائيلي عندما يموت له قيمة عندهم، أما نحن فلا قيمة لنا”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 119 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

أبو أشرف تابع: “سنعود إلى بلادنا إذا كان هناك تعهدات وضمانات دولية، والتحرير يأتي خطوة خطوة، ونحن نعيش على الأمل”.

واستطرد: “سنعود إذا هيأ لنا العالم أسباب الحياة، وقوتنا وعزيمتنا في وطننا. هاجرنا على أمل العودة بعد أيام، لم نكن نعلم أن هذه الفترة ستمر.. إسرائيل لم تتركنا بحالنا، وتريد أن تقتلنا وتنتهي منا”.

مَن لا يريد وطنه؟!

من حيث الرغبة في العودة، لم يختلف عبد الله سليمان أبو حيدر (80 عاما) عن أبو أشرف، إذ قال: “نريد أن نعود إلى فلسطين”.

وتابع: “بعد معركة حماس (طوفان الأقصى في 7 أكتوبر)، بعض الدول بدأت تعترف بفلسطين، وحماس هي التي تمسكت بفلسطين”.

وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، حسب الحركة.

وزاد أبو حيدر بقوله: “أحب أن أعود إلى فلسطين.. فمَن ذا الذي لا يريد وطنه؟!”.

ما بعد 7 أكتوبر

“التركيز زاد على فلسطين بعد 7 أكتوبر، وظهرت القضية من جديد، وجاء من يعيدها”، هكذا بدأ ياسر موسى الدقس أبو أحمد (71 عاما) حديثه.

وشدد على أن “القضية لم تمت لدى أصحابها، فأهل فلسطين لم ينسوها، وكل جيل يسلم لجيل”.

وبسؤاله عن احتمالية العودة بعد زيادة الاعتراف بدولة فلسطين، انهمرت دموع أبو أحمد وقال داعيا: “يا رب (نعود إلى فلسطين)”.

ووفق إبراهيم أبو إياد (64 عاما)، فإنه “بعد أحداث 7 أكتوبر، القضية الفلسطينية تألقت بالمحافل الدولية، وأصبح هناك وعي لدى الشعوب الغربية، وصار هناك فهم لحقيقة القضية”.

واستدرك: “قبل الأحداث الأخيرة، كان هناك أكذوبة صهيونية بأن اليهود شعب مضطَهد (..) لدينا أمل بوجه الله أن ترتقي قضيتنا ونصل إلى حقوقنا كاملة”.

أبو إياد رأى أن “القضية الفلسطينية لا يمكن أن تسير بالمسار السياسي دون المقاومة، يجب أن يمشيا مع بعضهما حتى نصل إلى حقوقنا، فالمسار السياسي لا يكفي ولا بد من ضغط داخلي”.

غير أنه استبعد “عودة قريبة” إلى فلسطين، مرجعا ذلك إلى ما أسماه “وجود اليمين المتغطرس المتطرف (في إسرائيل)، والذي لا يعرف إلا لغة المقاومة”.

وتواصل إسرائيل حربها على غزة رغم قرار من مجلس الأمن بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” بغزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق