نزحا بها من رفح.. طبيبان يفرشان أدوية على بسطة بدير البلح

bourbiza mohamed28 مايو 2024آخر تحديث :
نزحا بها من رفح.. طبيبان يفرشان أدوية على بسطة بدير البلح


غزة/ محمد ماجد/ الأناضول

– توغل الجيش الإسرائيلي أجبر الطبيبين الشقيقين عماد وإياد جابر على النزوح من حي الشابورة في رفح (جنوب)، فأخذا معهما أدوية صيدليتهما إلى مدينة دير البلح (وسط) لمساعدة المرضى
– الطبيب إياد: اضطررنا للخروج من رفح وأخذ الأدوية من صيدليتنا. احتياج الناس للدواء الشحيح دفعنا لنعرضه في الطريق.. في البداية كانوا متفاجئين، لكنهم مضطرين للحصول على الدواء من الطريق
– الطبيب عماد: نزحنا إلى دير البلح بعد التهديدات من الاحتلال وتوغله في الشابورة، وقررنا أن نحمل الأدوية معنا؛ لأن السكان بحاجة إليها.. فتحنا بسطة صغيرة، وعرضنا ما لدينا من أدوية ليتم بيعها للمرضى

في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يقف الطبيبان الشقيقان إياد وعماد جابر أمام لوحين خشبيين على ناصية طريق في مشهد من تداعيات الحرب الإسرائيلية.

وعلى اللوحين يضع الطبيبان أنواعا مختلفة من الأدوية جلباها من صيدليتهما في مدينة رفح جنوبي القطاع التي تتعرض لهجوم بري إسرائيلي.

وإياد وعماد من بين مليون فلسطيني أجبرهم الهجوم على النزوح من رفح خلال ثلاثة أسابيع منذ 6 مايو/ أيار الجاري، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ونزح الطبيبان من حي الشابورة وسط رفح، بحثا عن ملاذ آمن لتقديم خدماتهما للمرضى، في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وخلفت الحرب في غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

نقص حاد

ولم ينزح الطبيبان من رفح بخفي حنين، بل حملا معهما أدوية لبيعها للمرضى، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية يعاني منه قطاع غزة؛ جراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية.

وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد أيضا في الغذاء والماء.

وأمام لوحين صُنِعَا من خشب بالٍ، وعلى كل منهما ورقة مكتوب عليها “صيدلية اليرموك- الدكتور إياد جابر” و”الدكتور عماد محمد جابر”، يقف الطبيبان لمساعدة المرضى في أي استشارة أو بيع ما يتوفر من أدوية.

وبالرغم من الظروف الصعبة والمخاطر الناجمة عن الحرب الإسرائيلية، إلا أن الطبيبين يواصلان جهودهما الإنسانية في خدمة مجتمعهما بالإمكانيات المتاحة، كما قالا للأناضول.

غير أن الأدوية المتوفرة لديهما لا تلبي احتياجات جميع شرائح المرضى، إذ نفدت أصناف كثيرة يحتاجها النازحون، وبينها أدوية القلب والسكر والكبد الوبائي المنتشر بكثرة.

ولا يعمل الطبيبان على مدار النهار؛ فالأدوية تحتاج لدرجة حرارة مناسبة وتفسدها أشعة الشمس، لذا يكون عملهما قبل غروبها، ويبذلان جهودا لتظليل الأدوية.

أمراض وأوبئة

وقال الطبيب إياد جابر للأناضول: “بعدما أبلغ الجيش (الإسرائيلي) بإخلاء منطقة الشابورة ونزوح الناس من رفح، اضطررنا للخروج وأخذ الأدوية من الصيدلية التي نمتلكها نحو مكان في دير البلح”.

وأضاف أن “احتياج الناس للدواء دفعنا لنأخذه ونعرضه في الطريق؛ في ظل شح الإمدادات في قطاع غزة نتيجة إغلاق المعابر”.

وفي 7 مايو الجاري، استولت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ ما أغلقه أمام خروج جرحى لتلقي العلاج ودخول مساعدات إنسانية شحيحة أساسا، بينها أدوية.

إياد تابع: “في البداية كان السكان متفاجئين، لكنهم بحاجة ماسة للدواء ومضطرون للحصول عليه من الطريق”.

وشدد على أن قطاع غزة يعاني نقصا حادا من الأدوية، والنازحون بحاجة ماسة لها، خاصة أدوية القلب والسكر والكبد الوبائي.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يواجه 10 آلاف مريض بالسرطان الموت ويحتاجون إلى العلاج والدواء، بينما يبلغ عدد حالات التهابات الكبد الوبائي الفيروسي الناجمة عن النزوح حوالي 20 ألف حالة.

وفي ظل “مجازر” إسرائيلية متكررة بحق النازحين، يتخوف إياد من أي هجوم إسرائيلي في المنطقة التي يعمل فيها، معتبرا أن كل مناطق قطاع غزة “غير آمنة”.

وحذر من خطورة النقص الحاد في الأدوية وتأثيره على صحة الغزيين؛ في ظل انتشار الأمراض والأوبئة.

وناشد منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية “توفر الأدوية للسكان في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، خاصة مع تفشي الأمراض المعدية بين النازحين”.

ومنذ بدء الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج مستشفيات كثيرة عن الخدمة؛ ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

انتهاء الحرب

وإلى جانب الطبيب إياد، يفترش شقيقه الطبيب عماد هو الآخر لوحا خشبيا يرتب عليه أدويته ويجمع كل صنف في مكان واحد.

وبينما كان يعمل، طلبت منه مريضة من النازحين إلى دير البلح نوعين من الأدوية لمرضها وصفهما لها طبيب في مستشفى، لكن عماد وجد نوعا ولم يستطع توفير الآخر.

وقال عماد للأناضول: “نزحنا إلى دير البلح بعد التهديدات من الاحتلال وتوغله في منطقة الشابورة، وقررنا أن نحمل الأدوية معنا لأن السكان بحاجة إليها”.

وأردف: “وصلنا إلى دير البلح وفتحنا بسطة صغيرة، وعرضنا ما لدينا من أدوية ليتم بيعها للمرضى”.

وتمنى الطبيبان أن تنتهي الحرب قريبا، مما يتيح لهما العودة إلى رفح وصيدليتهما، حيث يطمحان لأن يكونا عونا للمرضى وشريكين في إعادة بناء المجتمع الطبي.

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.

كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق