الغزّية فداء صالحة وصرخة الولادة بعد مقتل الوالد

bourbiza mohamed12 مايو 2024آخر تحديث :
الغزّية فداء صالحة وصرخة الولادة بعد مقتل الوالد


غزة/ حسني نديم/ الأناضول

لم تستطع الأم الفلسطينية فداء صالحة (37 عاما) العثور على سرير دافئ مريح للنوم بعد إنجابها طفلها خلال الحرب على النقيض من ما تجده أمهات أخريات في الظروف الطبيعية.

فداء تلك الأم التي واجهت ظروفا صعبة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصل منذ 7 أشهر وجدت نفسها بلا رعاية صحية ولا غذاء كاف، وعانت من سوء التغذية ومضاعفاتها، ونقص الإمكانيات الضرورية لتأمين الوجبات اللازمة.

وشهريا، تلد آلاف الفلسطينيات بدون إجراءات طبية سليمة ويتعرضن لمضاعفات صحية؛ بسبب انهيار القطاع الطبي جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للمستشفيات ومنع دخول الوقود وانقطاع الكهرباء، حسب بيانات فلسطينية.

آلم فقدان الزوج

وعانت تلك الأم من عدم وجود ملاذ أمن لها ولأطفالها، حيث نزحت من مدينة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة إلى مدرسة “هارون الرشيد” بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأثناء تواجدها هي وزوجها وأطفالها الثلاثة في تلك المدرسة، تعرضت العائلة للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن مقتل زوجها وفقدان معيل الأسرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، تم تهجير ما يقرب من مليون امرأة وفتاة، بينما فقدت أكثر من 3 آلاف امرأة أزواجهن واضطررن إلى تحمل مسؤولية أسرهن.

وبعد هذا الهجوم الإسرائيلي، نزحت الأم التي وضعت جنينها قبل أيام إلى مدينة رفح جنوب القطاع فورًا، دون معرفة وجهتها ومكان نزوحها الجديد.

ويعاني الآلاف من السكان من فقدان منازلهم بسبب تدميرها خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، ما دفعهم للنزوح إلى المناطق الجنوبية وإقامة خيام بدائية كمأوى مؤقت، في ظل ظروف إنسانية ومأساوية صعبة.

نزوح مجهول

وعند وصولها إلى منطقة المواصي غير السكنية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، اضطرت الأم التي تعاني آلام الولادة إلى النوم على الأرض دون فراش، ولا غطاء في انتظار أن يُعد لها أقاربها خيمة مؤقتة من النايلون والخشب.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن منطقة المواصي “منطقة آمنة”، وهي منطقة كثبان رملية وزراعية، تفتقر إلى شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز.

وتعرضت الفلسطينية لضغوط كبيرة، حيث عانت من آلام الجروح بعد الولادة في ظل نقص الأدوية والفيتامينات والأغطية، مما زاد من صعوبة الوضع وتعقيد الظروف التي تواجهها في ظل استشهاد زوجها.

وبين النازحين في غزة، وهم مليوني فلسطيني من أصل 2.3 مليون، توجد أكثر من مليون امرأة وفتاة في القطاع، الذي تحاصره إسرائيل للعام الـ18، وفق مؤسسات فلسطينية معنية.

خيمة بدائية بلا ماء ودواء

وتقيم الأم وأطفالها الثلاثة في خيمة صغيرة، أقيمت على أرض رملية، تفتقر لوجود النظافة والأدوات الصحية والفراش النظيف الذي تحتاجه كل أم أنجبت حديثًا.

وتواجه “صالحة” صعوبات كبيرة في توفير الطعام لأطفالها، وتضطر لقطع مسافات طويلة في ظل وضعها الصحي السيء لإحضار المياه لأسرتها.

ويواجه الفلسطينيون في قطاع غزة شحًّا في مياه الشرب والطعام، ونقصًا في الأدوية والمستلزمات الطبية جراء الحرب الحصار الإسرائيلي.

وتزداد أزمة المياه في قطاع غزة عمقا يوما بعد يوم في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويواجه نحو مليوني فلسطيني في القطاع الساحلي أزمة عطش نظرا لعدم توفر مياه الشرب جراء قرار اتخذته إسرائيل بداية الحرب بقطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود.

وتعاني بلديات قطاع غزة تحديات كبيرة لضخ المياه من الآبار الجوفية إلى منازل الفلسطينيين بسبب نفاد الوقود واستهداف إسرائيل لمرافق المياه، وفق منسق اتحاد بلديات قطاع غزة حسني مهنا.

وتقول صالحة لمراسل الأناضول: “زوجي استشهد خلال الحرب، وأعيل ثلاثة أطفال، أحدهم وُلد حديثا، وأعاني ظروفًا إنسانية صعبة”.

وتضيف: “نزحت من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع وتوجهت إلى خان يونس، ثم لمدينة رفح حيث أقمت في خيمة لا تصلح للسكن”.

وتابعت: “عندما نزحت من خان يونس بعد مقتل زوجي، توجهت لمدينة رفح، حيث لم أكن أعرف وجهتي، فمكثت عند وصولي لمدة 3 ساعات على الأرض، وكنت حديثة الولادة، مما سبب لي التهابات في الجراح ومشاكل صحية”.

وأوضحت أنها “تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وتعتمد على المساعدات لسد جزء من احتياجاتها”.

وأشارت إلى أن تلك المساعدات لا تكفي، وتحتاج كل يوم إلى حليب وحفاظات لأطفالها وعلاج وفيتامينات.

وذكرت أنها تعاني من نقص المياه، وتضطر لقطع مسافات طويلة لإحضارها، رغم وضعها الصحي الذي يحرمها من الراحة.

ويشير مقررو الأمم المتحدة أن النساء الحوامل تزداد بينهن حالات الإجهاض، وأنهن يضطررن إلى الولادة بعمليات قيصرية دون مسكنات أو تخدير، وأن الأمهات لا يستطعن ​​إرضاع أطفالهن بسبب الجوع والعطش.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ تدابير فورية لمنع وقع أعمال “إبادة جماعية” وتحسين الوضع الإنسان في غزة.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق