مناوشات الجنوب ترهق سياحة لبنان في موسم الأعياد

bourbiza mohamed7 أبريل 2024آخر تحديث :
مناوشات الجنوب ترهق سياحة لبنان في موسم الأعياد


بيروت / ستيفاني راضي / الأناضول

– تزامنت الأعياد المسيحية والإسلامية في لبنان مع اشتباكات متواصلة بين حزب الله وإسرائيل
– نقيب أصحاب الفنادق: حجوزات الفنادق “شبه معدومة” والسياح لم يأتوا بكثافة كما في السنوات السابقة
– رئيس نقابة المطاعم: دعوات السفارات لتجنب المجيء إلى لبنان أثرت سلبا على موسم السياحة

تزامنت الأعياد المسيحية والإسلامية في لبنان مع اشتباكات متواصلة وقصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل عند الحدود الجنوبية، ما أثر سلبا على قطاع السياحة في البلد الذي يواجه أزمة اقتصادية خانقة.

ويعتمد قطاع السياحة بلبنان على موسم الأعياد والصيف لتنميته وتحريك عجلته الاقتصادية، من خلال اكتظاظ المنتجعات والمطاعم والفنادق وبيوت الضيافة، ومواقع طبيعية وغيرها.

ويتزامن عيدا الفصح لدى المسيحيين، والفطر لدى المسلمين، في لبنان هذا العام، حيث حل الأول يومي 31 مارس/ آذار الماضي ومطلع أبريل/ نيسان الجاري، فيما يحل الثاني يوم الأربعاء القادم في أغلب الدول العربية والإسلامية.

و”عيد الفصح” هو نفسه “عيد القيامة”، ويرمز عند المسيحيين إلى عودة المسيح أو قيامته بعد صلبه، وفقا للمعتقد المسيحي، بينما يحل عيد الفطر بعد انتهاء صوم شهر رمضان.

لكن آثار الحرب الدائرة جنوب وشرق البلاد، كان وقعها كبيرا على القطاع السياحي، حيث كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي، أن المواجهات مع إسرائيل تسببت في نزوح حوالي 100 ألف لبناني في الجنوب ومقتل 313.

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول، تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى على طرفي الحدود.

** لبنان في حالة حرب

في السياق، قال رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر إن حجوزات الفنادق “شبه معدومة”، لكن القطاعات الأخرى كالمطاعم والمقاهي وضعها أفضل.

وأضاف الأشقر للأناضول أن أعداد السياح العرب والأجانب ليست كالسنوات السابقة، وكذلك هو حال المغتربين اللبنانيين، “فهم لم يأتوا إلى وطنهم لأنه في حال حرب، فكل من ينظر إلى لبنان بالإعلام من الخارج يرى القصف في مناطق مختلفة”.

وأشار الأشقر وهو نقيب أصحاب الفنادق، إلى أنه لا يمكن الحديث في الظروف الحالية عن السياحة خلال الأعياد، لأن لبنان في “حالة حرب”، وهذا الأمر يقلق السياح ويبعدهم عن زيارة البلاد.

تصريحات الأشقر تواءمت مع كلام نائب رئيس نقابة المطاعم والمقاهي خالد نزهة، الذي شدد على أن التزامن بين عيدي الفصح والفطر أمر مهم للغاية للسياحة في لبنان.

“لكن المشكلة أن الحرب في مناطق مختلفة من لبنان أثرت سلبا على قدوم اللبنانيين والسياح من الخارج”، وفق نزهة.

وعن الواقع الحالي اليوم، قال إن “هناك 450 ألف لبناني في المنطقة العربية، و250 ألف في إفريقيا، وهؤلاء كانوا يتوافدون إلى لبنان في الأعياد والمناسبات والعطل والصيف، وهم يدعمون الاقتصاد بشكل كبير”.

وأوضح أنه بسبب الحالة الأمنية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وانعكاساتها على جنوب لبنان، تردد اللبنانيون بالمجيء إلى بلدهم.

وعن حركة المطاعم خلال الأعياد، قال إن “الحركة مقبولة، لكننا كنا نأمل أن تكون أفضل لولا الحرب الدائرة، فمثلا الحركة في الصيف كانت مذهلة، وأعطت القطاع السياحي الأمل والدافع الكبير للاستمرار”.

**مخاوف من ضرب المطار

منذ بدء المواجهات جنوبي لبنان، ارتفع سقف المخاوف بشأن ضرب مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت، وهو المطار الوحيد العامل في لبنان.

وفي شهر يناير/كانون الثاني الماضي، تعرضت شاشات قاعة الانتظار في مطار رفيق الحريري لعملية قرصنة، وظهرت عليها كتابات مناوئة لحزب الله وللحرب، وأدى الهجوم السيبراني إلى تعطل نظام تفتيش الحقائب آنذاك، من دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه القرصنة، ما أحدث حالة قلق للمسافرين.

وهذا ما أكد عليه الأشقر، حينما أشار إلى أن أبرز المخاوف للسياح والمغتربين، هو تعرض مطار رفيق الحريري الدولي لضربة إسرائيلية، “ففي حال أُغلق المطار نكون قد خسرنا المنفذ الوحيد البلاد، فلا يوجد منفذ آخر برا أو بحرا أو جوا”.

**دعوات لتجنب السفر

منذ بدء الحرب جنوبي لبنان، دعت عشرات السفارات، ومنها سفارات الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والسعودية وغيرها، لمغادرة لبنان وتجنّب السفر إليه.

وجاءت هذه الدعوات لتكون نقطة سلبية تجاه السياحة في البلاد، حيث ذكر الأشقر أن ما زاد من تراجع السياحة في لبنان خصوصا خلال موسم عيدي الفصح والفطر، هو دعوات السفارات رعاياها لمغادرة البلاد، خوفا من حرب شاملة.

وهذا أيضا ما قاله نزهة أيضا، حيث أكد أن الحرب أثرت على قدوم السياح العرب والأجانب، بسبب دعوات سفاراتهم إلى عدم القدوم، ومغادرة البلد، لافتا إلى أن أكثر الوافدين إلى لبنان حاليا هم من مصر والعراق والأردن.

وعن الحلول، توافق كل من الأشقر ونزهة، على أنه “لا حل في لبنان سوى وقف الحرب، لأن انتهاء الحرب سيبدل الصورة للمغتربين والسياح في الخارج، ويجعلهم يعاودون زيارة هذا البلد، ونتمنى حدوث ذلك قريبا”.

وتصاعدت مؤخرا وتيرة الهجمات المتبادلة عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، على وقع تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو “حزب الله” بعيدا عن الحدود مع شمال إسرائيل.

بالإضافة إلى الحرب، يعاني لبنان منذ 4 سنوات أزمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة، مع انهيار قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في الوقود والأدوية، بجانب تراجع حاد في قدرة المواطنين الشرائية.

وانعكس ذلك على حياة المواطن اللبناني، حيث يواجه واقعا مظلما يزداد غموضا مع تقلبات الدولار التي تؤدي لارتفاع الأسعار وخاصة الغذاء والوقود، وزيادة الفقر بين العائلات التي باتت عاجزة عن تأمين قوتها اليومي.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق