رمضان في تونس.. تجارب شعبية ملهمة للتضامن مع غزة

bourbiza mohamed5 أبريل 2024آخر تحديث :
رمضان في تونس.. تجارب شعبية ملهمة للتضامن مع غزة


تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول

– صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح: استجبنا لنداء المقاومة الفلسطينية بجعل شهر رمضان شهرا للتضامن معها المقاومة
– الناشط وائل نوار: قررنا تصعيد التحركات الاحتجاجية الداعمة للمقاومة في رمضان استجابة لنداء المقاومة
– بشير خذري المدير التنفيذي لجمعية أنصار فلسطين: نداء المقاومة قبل رمضان يتجاوب مع برنامج جمعيتنا بتنظيم وقفات أسبوعية داعمة لغزة

تشهد تونس منذ أشهر موجة شعبية نشطة من التضامن مع أهالي قطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية، تجسدت في مسيرات وتظاهرات وفعاليات احتجاجية أخرى عمت مختلف مدن وقرى البلاد.

تقف وراء هذه الحملة، التي تصاعدت خلال شهر رمضان، عدد من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي أعرب العديد منها، في أحاديث مع مراسل “الأناضول”، عن تصميمها على مواصلة نشاطاتها المساندة لصمود أهالي غزة في مواجهة الاحتلال.

في هذا الصدد، قال صلاح الدين المصري رئيس “الرابطة التونسية للتسامح” (جمعية غير حكومية تهدف لنشر ثقافة التسامح): “نحن نعتبر أن المقاومة الفلسطينية رمز لشرف الأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم”.

وأضاف المصري لمراسل “الأناضول”: “استجبنا لنداء المقاومة الفلسطينية بجعل شهر رمضان (الذي بدأ في 11 مارس/آذار) شهرا للتضامن معه”.

كانت فصائل فلسطينية في غزة دعت في 3 مارس/ آذار من أسمتهم بـ”أصحاب الضمائر الحية في العالم” إلى المشاركة في أكبر حراك عالمي رسمي وشعبي خلال شهر رمضان تحت عنوان “رمضان الطوفان” وذلك “انتصارًا لعدالة القضية الفلسطينية”.

وطالبت الفصائل، في بيان نشرته حركة “حماس”، بأن يشمل هذا الحراك “تفعيل المقاطعة بأشكالها كافة، وقطع كل الإمدادات للاحتلال، وإعلان الإضرابات والاعتصام في الميادين والساحات العامة، وتنظيم المسيرات في العواصم والمدن كافة”.

بدوره، قال بشير خذري، المدير التنفيذي لـ”جمعية أنصار فلسطين” في تونس (غير حكومية): “نحن ننظم وقفات مساندة ودعم للمقاومة في غزة منذ الأسبوع الثاني لعملية طوفان الأقصى”، في إشارة إلى العملية التي نفذتها فصائل فلسطينية ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعملية التصدي للعدوان الإسرائيلي الذي تبعها.

وأضاف خذري لمراسل “الأناضول”: “نحن نحاول تعبئة المواطنين تجاه الاعتداءات الصهيونية على غزة”.

وتابع: “النداء الذي وجهته المقاومة قبل شهر رمضان يتجاوب مع البرنامج الذي أقرته جمعيتنا بتنظيم وقفات أسبوعية”.

من جانبه، قال وائل نوار، عضو “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس” (تجمع غير حكومي يضم تيارات شبابية يسارية): “منذ بداية طوفان الأقصى، انخرطنا في كل أشكال التحرك (الداعم لغزة)، بما يشمل مسيرات ووقفات احتجاجية واقتحام أنشطة سفراء دول العدوان (إسرائيل والدول المساندة لها) في تونس، والقيام بحملات مقاطعة”.

وأضاف: “في رمضان واستجابة لنداء المقاومة بأن يكون رمضان 2024 تحت عنوان (رمضان الطوفان) ودعم الشعب الفلسطيني قررنا تصعيد التحركات الاحتجاجية الداعمة للمقاومة”.

وتابع: “نسقنا مع كل المكونات والأطراف التونسية الناشطة في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، لكي لا يمر أي يوم في تونس دون نشاط (داعم لغزة)، سواء كان نشاط كبير أو جزئي أو صغير”.

وزاد نوّار: “لم نخل بهذا القاعدة، وكان هناك كل يوم نشاط رمضاني تراوح بين الوقفات الاحتجاجية الكبيرة، وصولا إلى تخريب بعض اللوحات الاشهارية (الإعلانية) لمنتجات شركات لها علاقة بالكيان (إسرائيل)”.

“تضامن في اتجاه الوحدة”

وحول حديث مراقبين عن تشتت جهود جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في تونس التضامنية مع أهالي غزة بمواجهة الحرب الإسرائيلية الحالية، قال خذري: “ضمنيا الجهود موحدة؛ فنحن نشارك في تحركات بعضنا البعض”.

ولفت على سبيل المثال إلى أن جمعيته تعد أحد أعضاء “تنسيقية العمل من أجل فلسطين في تونس”، وهي إطار غير حكومي تأسس بهدف التنسيق بين جميع المدافعين عن القضية الفلسطينية في هذا البلد العربي.

وأضاف خذري: “نحن نتعامل مع حق مسلوب وهو الدافع لنا”.

واعتبر أن “الفلسطينيين ليسوا وحدهم أصحاب الحق في الدفاع عن فلسطين بل كل العالم العربي والإسلامي له هذا الحق”، لافتا إلى أن “أحرار العالم حتى في أوربا انتفضوا ضد هذا الكيان (إسرائيل)”.

من جانبه، أقر وائل نوّار عضو “تنسيقية العمل من أجل فلسطين في تونس” بأن القوى المدنية الداعمة لغزة، كانت “متمزقة بشكل كبير” في بداية “طوفان الطوفان”،. لكنها وصلت شيئًا فشيئًا إلى “نوع من الاتفاق غير المعلن وغير المنظم” على النزول المشترك إلى الشارع دعمًا للقضية الفلسطينية.

أما المصري فقال إن “الوحدة مسار نضالي وعمل دؤوب لا يمكن أن ينشأ في ظرف وجيز، لكن نحن في تونس نجحنا في تشكيل شبكة تونسية للتصدي لمنظومة التطبيع تضم مجموعة من الجمعيات والأحزاب التي تتبنى دعم المقاومة الفلسطينية وتجريم التطبيع”، في إشارة إلى “الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة للتطبيع”.

ولفت إلى أنهم نظموا مع هذه الشبكة تحركات “مشتركة وناجحة” داعمة لغزة.

التضامن العربي مع غزة

وحول التفاعل العربي مع نداءات الفصائل الفلسطينية في غزة بالتضامن معها، اعتبر صلاح المصري أنه “لا يوجد مواطن عربي أو مسلم إلا وهو متعاطف مع الشعب الفلسطيني ومع المقاومة”.

ولفت إلى “التضامن الشعبي في الشارع كتحركات احتجاجية ووقفات أمام السفارات الأمريكية وسفارات الكيان”، والتي قال إن زخمه “يختلف من مكان إلى آخر”.

أما خذري فقال إن “التفاعل الرسمي العربي كحكومات ومسؤولين مع ما يحدث في غزة مثل لنا خيبة أمل كبيرة وندينه”.

وحول شكل الاحتجاج الشعبي المؤثر، يتبنى نوّار “الرأي القائل بضرورة الضغط شعبيا على سفارات الدول الداعمة للعدوان شعبيا”.

وأوضح أن هذا يتمثل في سفارات الولايات المتحدة بصورة أساسية؛ “لأن بقية الدول الأوروبية بدأت الآن تأخذ بعض المسافة في دعم الكيان”.

ولفت إلى أنهم ينظمون، بشكل أسبوعي، وقفة احتجاجية داعمة لغزة أمام السفارة الأمريكية في تونس.

أما خذري فيرى أن الاحتجاج “ليس الشكل الوحيد الذي يولد ضغطًا، وإن كان شكل أتى بنتيجة”، فـ”التراجعات لدى المسؤولين الغربيين الذين كانوا يعطون الحق لإسرائيل (لهجماتها على غزة) كانت نتيجة ضغط المسيرات الشعبية في دولهم”.

إذ يعتبر خذري أن مقاطعة بضائع الشركات التي تدعم إسرائيل “أكبر سلاح يمكن أن يمارسه المواطن فرديًا”.

كما طالب “الشركات التونسية إن كانت لها علاقات بالكيان أن توقف هذا التعاون أو أنها تصبح شريكة في هذه الإبادة”.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ما أخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق