“بركة وفرحة”.. لبنانيات يتمسكن بعادة تحضير معمول الفصح

bourbiza mohamed31 مارس 2024آخر تحديث :
“بركة وفرحة”.. لبنانيات يتمسكن بعادة تحضير معمول الفصح
“بركة وفرحة”.. لبنانيات يتمسكن بعادة تحضير معمول الفصح


​​​​​​بيروت / ستيفاني راضي / الأناضول

– نساء لبنانيات ورثن عن أهلهن عادة تحضير المعمول في المنزل
– تحضير المعمول في المنزل عوضا عن شرائه من المتاجر يعتبر “بركة”
جانيت رزق:
– ننتظر عيد الفصح من سنة لأخرى رغم الأوضاع الاقتصادية والأمنية في الجنوب
– بسبب ارتفاع الأسعار قد نقلل الكميات المعدة أو نشتري مكونات بسعر أقل لكن الأهم عدم قطع هذه البركة
فاديا أبي خليل:
– هناك تحديات عدة نواجهها اليوم، منها عدم توفر كل ما نحتاجه من مكونات في السوق
– للمعمول سحر خاص فهو بركة المنزل، حتى أنني لا أشعر بالتعب خلال إعداده

عند دخول منزل السيدة جانيت رزق في إحدى بلدات جنوب لبنان تطغى رائحة حلوى المعمول الشهية على كلّ الروائح الأخرى.

فمنذ سنوات طويلة، تقوم رزق على غرار الكثير من نساء لبنان بتحضير المعمول في منزلها مع عائلتها يوم الخميس الذي يسبق أحد عيد الفصح.

و”عيد الفصح” هو نفسه “عيد القيامة” ويرمز عند المسيحيين إلى عودة المسيح أو قيامته بعد صلبه، وفقا للمعتقد المسيحي.

عادات مسيحية متوارثة

ولعيد الفصح عادات وتقاليد متوارثة لدى المسيحيين في لبنان، مثل تحضير المعمول أو سلق البيض وتلوينه.

وقالت رزق للأناضول: “هذه العادة ورثتها عن أهلي، حتى أن المواد والمقادير والمكونات المختارة في صنع المعمول وطريقة التحضير التي كانت تعدها أمي لا أزال ألتزم بها”.

وأضافت أن تحضير المعمول في المنزل عوضا عن شرائه من المتاجر يعتبر “بركة” خصوصا مع رائحته الشهية التي تملأ المنزل وحتى المبنى الذي تقطن فيه، مشيرة إلى أن المعمول هو “رمز الفصح وخلاص الإنسان وتجدد الحياة”.

وبالإضافة إلى إعداد المعمول، يقوم المسيحيون بسلق البيض وتلوينه في عيد الفصح، وفق رزق التي قالت إنه “يرمز إلى تجدد الحياة مع ولادة مخلوق جديد”.

وذكرت أن “الفصح عبارة عن ولادة جديدة للإنسان مع آلام المسيح وعيش حياة أفضل”، لافتة إلى أن الأجواء تكون فرحة وتجتمع العائلات للاحتفال بالعيد معا.

ولا تختلف الرائحة الرائعة بين منزل رزق ومنزل فاديا أبي خليل، التي تعد المعمول لعائلتها ولبيعه لأهالي منطقتها لكسب المال وسط الظروف المعيشية الصعبة.

وذكرت أبي خليل أنها ورثت هذه العادة من والدتها التي كانت تعد المعمول وكعك العيد، مشيرة إلى أن المعمول هو رمز الفصح.

وللمعمول أنواع عدة منها المحشو بالتمر أو الفستق والجوز، بحسب أبي خليل التي لفتت إلى أن أبرز مكوناته هي السمنة، والزبدة والمحلب، والسكر، والحليب وماء الزهر وماء الورد.

تحديات اقتصادية

في المقابل، هناك تحديات عدة تواجه أبي خليل اليوم، منها عدم توفر كل ما تحتاجه من مكونات في السوق، حيث قالت: “لا أجد أحد المكونات وهي السمنة الأصلية المخصصة للمعمول، وأسعار المواد باتت مرتفعة جدا”.

وأوضحت أن عليها حساب كل التكاليف بدقة لمعرفة تحديد السعر النهائي والمناسب للزبون و”لا يمكن وضع كل يوم تسعيرة مختلفة”.

من جانبها، أشارت رزق إلى أنها وأسرتها ينتظرون هذا العيد من سنة لأخرى رغم الأوضاع الاقتصادية والأمنية في الجنوب.

وتابعت: “نتمسك بالحفاظ على العادات التي تحصل مرة في السنة، لكن البعض وبسبب الأسعار المرتفعة قد يقلل الكميات المعدة أو يشتري مكونات سعرها أقل من غيرها لكن الأهم عدم قطع هذه البركة من المنزل”.

ويضاف إلى الأزمة الاقتصادية التي بدأت في لبنان منذ نحو 4 سنوات، أزمة أمنية عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ 8 أكتوبر التي تشهد تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و”حزب الله” وفصائل فلسطينية من جهة أخرى.

إصرار وشغف

ورغم كلّ التحديات، لم تستسلم أبي خليل للصعوبات التي تشهدها بلادها، مشددة على أنها “تحدّت الأوضاع وقررت إعداد المعمول في المنزل هذا العام”.

واختتمت بالقول: “للمعمول سحر خاص فهو بركة المنزل، حتى أنني لا أشعر بالتعب خلال إعداده، فلم أنم منذ 24 ساعة ولا أشعر بالتعب بل بالشجاعة والفرحة”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق