التكية الإبراهيمية بالخليل.. الملاذ الأخير في وضع اقتصادي صعب

bourbiza mohamed21 مارس 2024آخر تحديث :
التكية الإبراهيمية بالخليل.. الملاذ الأخير في وضع اقتصادي صعب


الخليل/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

** مدير التكية الإبراهيمية حازم مجاهد:
– الإقبال على استلام وجبات الطعام تزايد هذا العام بنحو 30 بالمائة
– التبرعات للتكية لم تتوقف ولا يعود أحد دون استلام وجبة طعام أسرته
** مستفيد يحصل على طعام لأسرته:
– الأوضاع صعبة للغاية. لا يوجد عمل، الحياة توقفت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة.
– التكية هي ملاذي الأخير

يقول القائمون على التكية الإبراهيمية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة إن عدد المستفيدين منها زاد هذا العام بنحو 30 بالمائة؛ جراء الظروف الاقتصادية الصعبة، في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

ويعاني المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية من أوضاع متدهورة للغاية؛ بسبب فرض إسرائيل إغلاقات وإقامة حواجز وفصل محافظات الضفة عن بعضها، بموازاة الحرب المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبحدة، تراجع الاقتصاد الفلسطيني في الربع الأخير من عام 2023، بنسبة تتجاوز 20 بالمئة؛ في ظل تراجع الإيرادات المالية المحلية، بحسب أرقام رسمية.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يتسلم الموظفون العموميون في فلسطين، وهم 147 ألف موظف مدني وعسكري، أجورا منقوصة؛ بسبب عجز الحكومة عن توفير إيرادات مالية تكفي كامل فاتورة الأجور.

وصعَّد الجيش الإسرائيلي، منذ بدء حربه على غزة، عمليات الاقتحام والاعتقال والقتل في الضفة الغربية؛ بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة؛ مما أدى حتى الثلاثاء إلى مقتل 436 فلسطينيا وإصابة نحو 4 آلاف و700 آخرين واعتقال حوالي 7 آلاف و670، بحسب بيانات فلسطينية رسمية.

وتحت وطأة هذه الأوضاع، يحتشد مئات الفلسطينيين يوميا، منذ بداية شهر رمضان في 11 مارس/ آذار الجاري، في زقاق قرب المسجد الإبراهيمي وسط البلدة القديمة لاستلام وجبات الطعام المطهي.

قبيل حصوله على وجبات طعام لأسرته المكونة من 8 أفراد، قال أحد المعوزين للأناضول إن “الأوضاع صعبة للغاية، لا يوجد عمل، الحياة توقفت منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.

وأوضح أنه فقد مصدر رزقه؛ جراء تعطل الحياة الاقتصادية، وبات غير قادر على إعالة عائلته، مضيفا أن “التكية تقدم وجبات إفطار يوميا (وهذا هو) ملاذي الأخير”.

إقبال متزايد

ووفق مدير التكية حازم مجاهد، في حديث للأناضول، فإن الإقبال على استلام الوجبات تزايد هذا العام بنحو 30 بالمائة.

وأضاف أن “هناك أسر لأول مرة باتت تعتمد على ما تقدمه التكية من وجبات إفطار هذا العام”.

مجاهد أرجع ذلك إلى تزايد عدد العائلات المعوزة، خاصة في البلدة القديمة من الخليل، التي تعاني من فرض إسرائيل قيود على العمل والحركة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وتابع أن تمويل المتبرعين المحليين والفلسطينيين المغتربين للتكية لم يتوقف، و”رغم التزايد على طلب الوجبات لا يعود أحد دون استلام وجبة طعام أسرته”.

وزاد بأن “هذه التكية، والتي أُسست قبل نحو ألف عام، تقدم الطعام لضيوف نبي الله إبراهيم عليه السلام”.

وجبات متنوعة

بينما ينشغل في إعداد الطعام مع الطهاة، قال ساري جعبري الموظف في التكية للأناضول: “نحرص على أن نقدم وجبات طعام تليق بالمعوزين، من خبز ولحوم وشوربة والأرز”.

وأردف أن التكية تقدم كل يوم وجبة طعام مختلفة عن اليوم السابق، حسب برنامج يُنفذ طوال الشهر، بالإضافة إلى يوم أسبوعيا تُقدم اللحوم ومكونات الوجبة نيئة، لتعطى العائلات فرصة طهي الطعام الذي تريده في منزلها.

ومنذ ساعات الفجر الأولى تبدأ عملية الطهي في التكية، الخاضعة لإشراف وزارة الأوقاف الفلسطينية، ويتطوع فيها فلسطينيون.

وعلى الرغم من ضغط العمل في مطبخ التكية، إلا أن العامل رامي أبو ارميلة يعبر عن سعادته بعمله.

وقال أبو ارميلة للأناضول: “الحمد لله نوزع يوميا وجبات من اللحم والدجاج للمعوزين. ندخل البسمة على وجوه الناس في شهر الخير والبركة”.

وأضاف أن “هذا العام الأعداد زادت، والجهد تضاعف، والتبرعات كذلك، وجوه الخير لم تقطع دعمها عن التكية”.

التكية الإبراهيمية

ومع احتضانها للتكية الإبراهيمية، يردد الفلسطينيون أن الخليل مدينة لا ينام فيها إنسان وهو جائع، فالتكية تعمل على مدار العام، وتضاعف نشاطها في رمضان.

وتكتسب التكية شهرة محلية، ويعود اسمها إلى المسجد الإبراهيمي المجاور لها في البلدة القديمة بالخليل، والذي يحمل اسم النبي إبراهيم الخليل عليه السلام.

والتكية أُسست إبان حكم الأيوبيين بين عامي 1174 و1250 ميلادية، إلا أن التكايا ازدهرت في ظل الحكم العثماني، وتعددت وظائفها بين إقامة حلقات الذكر وإطعام الفقراء وعابري السبيل، ثم اقتصرت وظيفتها في العصر الحديث على إطعام الفقراء، خاصة في رمضان.

وفي 2017، أعادت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) تأهيل مبنى التكية الإبراهيمية، حيث وسعت المطبخ وخصصت قاعات لتوزيع الطعام.

ووزعت “تيكا”، في وقت سابق من العام الجاري، 400 قطعة من أوعية “السفرطاس” (لحمل الطعام) على المستفيدين من وجبات الطعام في التكية.

ومشيدا بالجهود التركية، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني حاتم البكري آنذاك إن توزيع هذه الأواني “يأتي ضمن جهود متواصلة من تيكا لدعم التكية الإبراهيمية والشعب الفلسطيني”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق