غزاوية تروي أهوال الاعتقال.. تجريد ملابس وتعذيب وتحرش

bourbiza mohamed8 مارس 2024آخر تحديث :
غزاوية تروي أهوال الاعتقال.. تجريد ملابس وتعذيب وتحرش
غزاوية تروي أهوال الاعتقال.. تجريد ملابس وتعذيب وتحرش


غزة/ حسني نديم/ الأناضول

** الفلسطينية فاطمة طمبورة من حي الشيخ رضوان شمال غزة:
– تعرضت أثناء فترة اعتقالها لدى الجيش الإسرائيلي لتعذيب متواصل
– الجنود الإسرائيليون يجبرون المعتقلات على خلع ملابسهن أمام الجميع ويقومون بفحصهن بطريقة لا أخلاقية والتركيز على المناطق الخاصة
– كان الجنود يتعمدون ترك المعتقلات مقيدات الأيدي والأقدام لفترات طويلة، ويقومون بضربهن وتعذيبهن، ونزع حجابهن وملابسهن

كشفت الفلسطينية فاطمة طمبورة من شمال مدينة غزة، والتي أفرج عنها قبل أيام، عن ممارسات الجيش الإسرائيلي ضدها أثناء اعتقالها بلا تهمة والتي وصفتها بأنها “لا أخلاقية وتنتهك كرامة الإنسان والمرأة بشكل خاص”.

وتروي في حديث لمراسل الأناضول، تفاصيل اعتقالها وتعرضها للتفتيش العاري والتحرش الجسدي عدة مرات خلال فترة اعتقالها لدى الجيش الإسرائيلي.

واعتقلت طمبورة من شمال مدينة غزة، بعد توغل الجيش الإسرائيلي بريًا واجتياحه لمدرسة عمرو بن العاص في حي الشيخ رضوان.

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في قطاع غزة، وفي بداية يناير/ كانون الثاني المنصرم، نفذ الجيش انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة، فيما أعاد توغله في بعض المناطق منتصف يناير لتنفيذ عمليات سريعة قبل الانسحاب منها.

ويغير الجيش أماكن التوغل بين الفينة والأخرى فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تمركزه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية والغربية بغزة.

** رحلة الاعتقال

وتقول طمبورة، وهي تستذكر يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي: “اعتقلنا من مدرسة عمرو بن العاص، بعد اقتحامها من الجيش الإسرائيلي وآلياته العسكرية، أخرجوا الجميع من الغرف الصفية، تحت التهديد، وجمعونا في ساحة المدرسة”.

وتضيف: “فصلوا الرجال عن النساء والأطفال وأجبروهم على خلع ملابسهم والبقاء بالملابس الداخلية وأخرجونا جميعًا من المدرسة على دفعات سيرًا على الاقدام باتجاه مسجد التقوى في حي الشيخ رضوان”.

“وصل المعتقلون والمعتقلات إلى مسجد التقوى وكانت معالم المنطقة قد اختلفت بفعل أعمال الجيش في المنطقة، من بناء سواتر ترابية وحفر مناطق منخفضة لوضع المعتقلين فيها”، وفق طمبورة.

وتبين أن الجيش طلب من الجميع الدخول إلى المسجد لإجراء عمليات تحقيق وتفتيش، والبعض كان يطلب منه الجنود التوجه إلى الدبابات والآليات العسكرية لاعتقاله فورًا.

وتوضح أن أولادها كانوا موجودين برفقتها أثناء السير، حتى قام الجيش الإسرائيلي بمطالبة زوجها بالدخول إلى المسجد وهو عارٍ، ومن ثم استدعاني الجنود وطلبوا مني احضار هويتي الشخصية والدخول للمسجد دون أولادي.

وتستكمل طمبورة حديثها: “أجبرني السجانون على خلع ملابسي الداخلية بالكامل أمام الجنود، رغم أنني أمر بفترة الدورة الشهرية، ونزعوا حجابي بالقوة، وقاموا بفحصي عبر جهاز الكتروني بطريقة مسيئة ووضعوه في مناطق حساسة في جسدي”.

وتتابع: “بعد انتهاء التفتيش ارتديت ملابسي وأخرجني الجنود من المسجد ووضعوا الأصفاد في يدي والعصبة على عيني وتم سحبي إلى الجيب العسكري بطريقة عنيفة، وحينها طلبت من الجنود معرفة مصير زوجي وأولادي فصرخ أحدهم في وجهي طالبًا مني الصمت وتنفيذ الأوامر فقط”.

ونقلت طمبورة وأخريات إلى سجن عسكري ظهرًا، في أجواء ماطرة وشديدة البرودة، ووصلت السجن في ساعات المساء، وبقيت بداخله 11 يومًا تعرضت خلالها لـ”التعذيب والإهانة والشتم والسحل”، كما قالت.

و”كان الجنود يتعمدون ترك المعتقلات مقيدات الأيدي والأقدام لفترات طويلة، ويقومون بضربهن وتعذيبهن، ونزع حجابهن وملابسهن، واجبارهن على تقبيل علم إسرائيل، أثناء استجوابهن والتحقيق معهن”، وفق طمبورة.

وتقول: “كان يوجهون لنا أسئلة مرتبطة بحركة حماس والمقاومة وعملها العسكري وأسماء شخصيات منها، وكلما أخبرناهم بأننا لا نعرف شيئًا تعرضنا للضرب والتعذيب والسب بكلمات بذيئة”.

وتضيف المعتقلة المحررة: “كنا نشعر بالبرد وكانوا يرفضون إعطاءنا الأغطية وكانوا يجبروننا على ارتداء ملابس خفيفة جدا دون ملابس داخلية أسفلها، وكانوا يرفضون السماح لنا بارتداء الحجاب”.

ونقلت طمبورة بعد ذلك إلى سجن الدامون قرب مدينة حيفا (شمال) ومكثت بداخله 47 يومًا في ظروف اعتقال صعبة، حيث لم توفر لهم ادارة السجن أي ملابس تقيها برد الشتاء، وكانت المعاملة قاسية وسيئة أيضًا.

و”كان الجنود الإسرائيليون يجبرون المعتقلات على خلع ملابسهن أمام الجميع ويقومون بفحصهن بطريقة لا أخلاقية والتركيز على المناطق الخاصة”، وفق طمبورة.

وتواصل حديثها: “كانوا يهددوننا بالسجن 5 سنوات في حال رفضنا تقديم أي معلومات، وكانت المجندات تتعمد ايقاظنا في منتصف الليل للتنغيص علينا ومنعنا من النوم، ولا يسمحون لنا بالخروج من الغرفة الا ساعة واحدة لدخول الحمام”.

** ‏لحظات الافراج

وبعد مرور 47 يومًا على اعتقال طمبورة في سجن الدامون تم ابلاغها بقرار الافراج عنها، وطلب منها تجهيز نفسها للعودة إلى غزة، وقام الجنود بتفتيش المعتقلات المقرر الافراج عنهم وفحصهم ووضعهم في حافلات، لكن تم نقلهم إلى سجن عسكري آخر.

وتقول طمبورة: “نقلونا الى سجن عنتوت (جنوب) وتركونا هناك في الأجواء الباردة، حيث وصلنا اليه في ساعات المغرب، وكذب الجنود علينا بأننا سنتحرك بعد ساعتين او ثلاثة، حيث تحركنا في منتصف الليل بعد عصب أعيننا وتقييدنا بشدة”.

وتوضح أنهن تعرضن للضرب والتعذيب في الحافلة من قبل الجنود الإسرائيليين حتى وصلوا إلى معبر كرم أبو سالم (جنوب غزة) الساعة 9:30 صباحاً وحينها فك الجنود قيودهم والعصب عن أعينهم واخلوا سبيلهن.

وتؤكد أن مندوبين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تسلموا المعتقلين والمعتقلات المفرج عنهم داخل معبر كرم ابو سالم وتم نقلهم الى مدينة رفح، جنوبي القطاع.

ويواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، رغم المحاكمة التي تواجهها تل أبيب بمحكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين.

وخلال الأشهر الماضية، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات اعتقال في قطاع غزة أثناء توغل قواته في مدن ومخيمات القطاع.

وانتشرت سابقا العديد من مقاطع الفيديو لقيام جنود إسرائيليين بتجريد معتقلين فلسطينيين في غزة ونقلهم إلى جهات غير معروفة عبر شاحنات كبيرة.

وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، حربا على غزة خلفت أكثر من 30 ألف قتيل، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ مما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق