سلوك المذيعة البريطانية كشف انحياز الغرب لإسرائيل

bourbiza mohamed10 يناير 2024آخر تحديث :
سلوك المذيعة البريطانية كشف انحياز الغرب لإسرائيل
سلوك المذيعة البريطانية كشف انحياز الغرب لإسرائيل


رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في مقابلة مع الأناضول:
– تعصب أعمى لإسرائيل في بعض وسائل الإعلام. حديث مذيعة قناة “توك تي في” البريطانية معي عكس عنصرية متأصلة ضد الفلسطيني والمسلم، لكنني نجحت في إيصال حقيقة “جرائم الحرب” التي ترتكبها إسرائيل.
– رغم المجازر والدمار، إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها الأربعة في الحرب على غزة، وتعاني من أزمة عميقة بسبب حساسيتها الشديدة للخسائر البشرية وكذلك الاقتصادية.
– الموقف الإسلامي والعربي من الحرب على غزة “ضعيف”.. والقضية الفلسطينية تتصدر الآن الساحة العالمية بفضل صمود ومقاومة الشعب.. وجولة بلينكن تهدف لإنقاذ إسرائيل من الوحل.
– مسألة مَن يدير غزة بعد الحرب لا تخص الولايات المتحدة ولا إسرائيل ولا أي دولة.. ويجب تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة تكون مرجعية لحكومة مؤقتة.

قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إنه نجح في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني وحقيقة “جرائم الحرب” التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، على الرغم من “عنصرية” مذيعة قناة “توك تي في” البريطانية خلال مقابلة معه قبل أيام.

البرغوثي شدد، في مقابلة مع الأناضول، على أن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها الأربعة في الحرب، واعتبر أن هدف جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحالية في المنطقة هو محاول “إنقاذ إسرائيل من الوحل”.

وندد بالأحاديث الأمريكية والإسرائيلية عن مَن يحق له أن يدير غزة بعد الحرب، داعيا إلى “تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة تكون مرجعية لحكومة مؤقتة تجمع غزة والضفة وتمنع الفصل بينهما وتعد لانتخابات”.

ووصف المواقف العربية الإسلامية تجاه الحرب على غزة بـ”الضعيفة”، وشدد على أن القضية الفلسطينية “تتصدر الآن الساحة العالمية”؛ بفضل “مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني”.

ويعد البرغوثي أحد أكثر الوجوه الفلسطينية حضورا في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

عنصرية متأصلة

وخلال مقابلة قبل أيام مع قناة “توك تي في” البريطانية، انفعلت المذيعة البريطانية جوليا هارتلي بروير على البرغوثي، وصرخت في وجهه، متهمة إياه بأنه لم يعتد على وجود امرأة تتحدث.

وظهرت المذيعة منفعلة ومتوترة، بينما كان البرغوثي يتحدث عن “جرائم إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني، ويسلط الضوء على قضايا الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأثارت تصرفات المذيعة عاصفة انتقاد واستياء على وسائل التواصل الاجتماعي.

البرغوثي قال للأناضول: “سلوك المذيعة البريطانية معي كشف وعرى الانحياز الغربي المطلق في بعض وسائل الإعلام لإسرائيل وتعصبها الأعمى لإسرائيل وتكرار الرواية الإسرائيلية دون أدنى قدر من الفحص المهني”.

وتابع: “أعتقد أن المقابلة كانت لمصلحة الشعب الفلسطيني، استطعت أن أوصل الرسالة رغم مقاطعتها، وأوصلت حقيقة ما يجري وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ليس الآن فقط بل منذ العام 1948 ولم تستطع أن تسكتني”.

وأردف: “هدف المذيعة كان إسكات الصوت الفلسطيني، ولكن أنا نجحت في إيصاله، وهي استُفزت بسبب قوة الحقائق التي ذكرتها، وكان تصرفها وعصبيتها تعكس العنصرية، تصرفت بشكل عنصري”.

البرغوثي مضى قائلا: “اتهمتني بعدم القدرة على سماع صوت المرأة، وهنا أبدت جهلا، الكل يعرفونني، ولو أجرت بحثا سريعا لعرفت أنني من أكبر المناصرين لحقوق المرأة الفلسطينية والعربية و(في) العالم، وزوجتي عالمة معروفة من أكثر الداعيات لحقوق المرأة”.

ووصف حديث المذيعة بأنه “عنصري وسخيف لا معنى له، وعكس العنصرية المتأصلة ضد الفلسطيني والعربي والمسلم”.

وشدد على أنها “تصرفت بأسلوب غير مهني.. خاطبنا المحطة، وأعلم أنها تلقت ملايين الشكاوى، وطالبنا باعتذار علني أو سنتخذ إجراء آخر، وردت المحطة أنها تجري تحقيقا”.

فشل إسرائيلي

وبالنسبة للحرب على غزة، قال البرغوثي إنه “بعد 100 يوم من العدوان والمجازر، فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الأربعة”.

وأوضح: “أولا، فشلت في تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل بالتطهير العرقي وتهجير السكان بالقوة إلى سيناء (المصرية)، وهذا بسبب صمود وبطولة الشعب الفلسطيني، وأيضا الموقف المصري الرافض للتهجير”.

وتابع: “ثانيا، فشلت في اقتلاع المقاومة، فمازالت المقاومة قوية وتقاوم وتكافح، وثالثا فشلت في بسط سيطرتها على المناطق التي دخلتها دباباتها، وهم (الإسرائيليون) الآن في أيام صعبة للغاية”.

“أما رابعا، ففشلت إسرائيل في استعادة الأسرى (…) لم يستردوا أسيرا واحدا.. لن يتم استرداد للأسرى ما لم يتم تحرير الأسرى الفلسطينيين”، بحسب البرغوثي.

وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنت حركة “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم خلال هدنة مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 8600 فلسطيني.

وقال البرغوثي إن “إسرائيل تعاني من أزمة عميقة ومردها حساسيتها الشديدة من الخسائر البشرية التي لا تستطيع أن تحتملها، و(كذلك الخسائر) الاقتصادية (…) إسرائيل على وشك الانهيار اقتصاديا”.

وأضاف: “هناك انهيار كامل في قطاع الزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، وأضيف لذلك الهزيمة الأخلاقية والمعنوية على امتداد المعمورة.. إسرائيل والولايات المتحدة التي تدعمها معزولة تماما على الصعيد الدولي، وحتى هناك ثورة ضد سياسة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن”.

وأردف: “العالم اليوم فهم وأدرك أن القضية الفلسطينية عادلة وأن إسرائيل ترتكب مجازر.. والشيء الوحيد الذي حققته إسرائيل هو القتل والجرائم والدمار، والتي أدت إلى استشهاد 29 ألف مدني فلسطيني، بمَن هم تحت الأنقاض، ومنهم 11 ألف طفل”.

الموقف العربي والإسلامي

وواصفا الموقف الإسلامي والعربي بـ”الضعيف”، قال البرغوثي إن “القمة العربية الإسلامية (في الرياض يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) وعدت بكسر الحصار، (لكن) ما نراه حتى اليوم أن إسرائيل تتحكم بكل شيء، والشاحنات (المساعدات الإنسانية) التي تدخل القطاع أقل مما يحتاجه بكثير”.

ويعيش في غزة حوالي 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل الحرب الراهنة من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

البرغوثي أوضح أن “غزة تحتاج يوميا ألف شاحنة، لا يصل سوى 60 شاحنة وفي أحسن حال 200.. كل هذا لا يلبي حاجات الناس، هناك مجاعة في غزة. الأطفال يواجهون مجاعة. وهناك انتشار للأوبئة في ظل عدم وجود مياه نظيفة، وهناك خطر كبير على حياة 95 ألف جريح (إذ) لا يوجد مضادات حيوية ولا علاج”.

وتابع: “طالبنا الدول العربية والإسلامية منذ اليوم الأول أن يشكلوا قافلة إنسانية تضم ممثلي 57 دولة (عدد الدول الإسلامية)، وتدعو المؤسسات الإنسانية للمشاركة فيها وتفرض إدخالها لغزة”.

وتساءل: “هل كانت إسرائيل ستقصف قافلة تضم ممثلي عن 57 دولة؟.. لا أعتقد، ولكن للأسف لم يحدث شيء. لم نطالب بجيوش، ولكن أقل ما يفعله العرب والمسلمون هو إرسال القافلة الإنسانية وكسر الحصار الذي لا تملك إسرائيل أي حق في فرضه”.

وعلى الصعيد العالمي، رأى البرغوثي أن “الوضع لصالح الشعب الفلسطيني، هناك تحول عالمي هائل بفضل صمود ومقاومة الشعب، لولا صمودنا لما عبء أحد بما يجري”.

وشدد على أن “فلسطين الآن تتصدر الساحة العالمية، وموقعها الطبيعي عادة كقضية إنسانية جمعاء، وقضية كل مَن تعز عليه قيم الحرية والعادلة، وهناك تحول سيترك أثرا في المرحلة القادمة على تحقيق الشعب الفلسطيني لحريته”.

ولكنه طالب بتحركات على الأرض قائلا: “نطالب الدول التي تعارض العدوان عدم الاكتفاء بوقف الحرب، بل أن تفرض عقوبات ومقاطعة على إسرائيل حتى ترتدع عن عدوانها”.

و”أيضا الدول (العربية) المطبعة عليها إلغاء التطبيع وقطع العلاقات، وهذا أقل ما يمكن أمام كيان يرتكب إبادة جماعية”، كما زاد البرغوثي.

ومن أصل 22 دول عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

ومشيدا بالتحرك لإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، قال البرغوثي: “نشكر جنوب أفريقيا على رفع القضية للعدل الدولية. موقف نعتز به، وندعو الدول إلى إسناد القضية التي قدمتها”.

جولة بلينكن

ومنتقدا موقف واشنطن، قال البرغوثي إن “التحرك الأمريكي مناصر لإسرائيل بالمطلق، والآن بلينكن يأتي (إلى المنطقة) لينقذ إسرائيل من الوحل الذي غرقت فيه”.

وتساءل: “لماذا لا تطالب الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار؟. عدم المطالبة وإشراكها لجنودها في العدوان وسكوتها عن الجرائم وإرسال أكبر جسر جوي للسلاح، ربما الأكبر في تاريخ المنطقة، جعلها ليست متواطئة في الجرائم، بل مشاركة فيها”.

و”هذا الموقف الأمريكي الرسمي يرفضه غالبية الشعب الأمريكي، وخاصة الشباب، ولذلك بايدن قد يخسر الانتخابات (الرئاسية) القادمة (في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل)، بسبب إقدامه على هذه المغامرة وتأييده للعدوان”.

وفي 8 يناير/ كانون الأول الجاري، وصل بلينكن إلى إسرائيل ويزور الضفة الغربية المحتلة،
​​​​​​​ الأربعاء، ضمن جولة قادتها إلى السعودية والأردن وقطر والإمارات وتركيا واليونان.

مستقبل غزة

وبخصوص مستقبل غزة بعد الحرب، اعتبر البرغوثي أن “الحديث عن اليوم التالي للحرب هو محاولة إسرائيلية لسحب الأنظار عن اليوم الحالي والجرائم التي تُرتكب”.

وأردف: “إسرائيل ألقت 65 ألف طن من المتفجرات على غزة، أي ما يزيد عن قنبلتي هيروشيما وناجازاكي (النوويتين الأمريكيتين) في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).. الذي يجري اليوم تطهير عرقي.. اليوم يجب أن يكون الحديث عن وقف إطلاق نار فوري وكامل”.

البرغوثي شدد على أنه “فيما يتعلق بمَن يدير غزة، فهذا لا يخص الولايات المتحدة وإسرائيل ولا أي دولة، هو يتعلق بالشعب نفسه ولا حق لأحد أن يملي علينا.. في نهاية المطاف، الفلسطينيون يختارون قيادتهم عبر صندوق الانتخابات”.

وختم بأن “الرد يجب أن يكون تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة فورا تضم الكل الفلسطيني، وتكون مرجعية لحكومة وحدة مؤقتة تجمع غزة والضفة وتمنع الفصل بينهما وتعد لانتخابات”.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق