ما ذنب طفولتنا لتستهدفها إسرائيل!

bourbiza mohamed3 يناير 2024آخر تحديث :
ما ذنب طفولتنا لتستهدفها إسرائيل!
ما ذنب طفولتنا لتستهدفها إسرائيل!


غزة / حسني نديم / الأناضول

– الطفلتان فايزة عبد العزيز وميرا عياش أصيبتا في هجومين إسرائيليين جنوب قطاع غزة
– عبد العزيز: لا استطيع النوم ليلا من شدة الخوف، ماذا فعلت حتى أفقد أشقائي وعيني؟!
– عياش: نحن أطفال ماذا فعلنا حتى يتم قصفنا بهذا الشكل؟!
– متحدث “صحة غزة”: الغالبية العظمى من القتلى والمصابين في العدوان أطفال ونساء

رغم مرور أيام على إصابة الطفلتين الفلسطينيتين فايزة عبد العزيز وميرا عياش، ما زالت مشاهد القصف الإسرائيلي الذي استهدفهما جنوب قطاع غزة تلاحقهما على شكل “كوابيس مرعبة”.

الطفلتان عبد العزيز (11 عاما) وعياش (8 سنوات) أصيبتا في هجومين منفصلين، وهما ترقدان حاليا في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع لتلقي العلاج.

“عبد العزيز” أصيبت جراء استهداف الجيش الإسرائيلي سيارة مدنية بمدينة رفح جنوب القطاع، وفقدت على إثره شقيقيها وعينها اليسرى.

فيما أصيبت “عياش” بشظايا صاروخ في القدم، جراء قصف إسرائيلي بالمنطقة التي نزحت إليها جنوب القطاع، قادمة من مدينة غزة.

عبد العزيز وعياش، حالتان من آلاف الأطفال الذين أصيبوا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويعانون من أوضاع صحية صعبة بسبب نقص الخدمات الطبية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء “22 ألفا و185 شهيدا و57 ألفا و35 إصابة معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وبحسب إحصائيات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الإثنين، فإن عدد الضحايا الأطفال الذين “استشهدوا” جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 3 شهور بلغ نحو 9 آلاف و280 طفلا.

صدمة ومشاهد قاسية

تستذكر الطفلة عبد العزيز، تفاصيل الاستهداف بصوت مرتعش، قائلة: “كنت أسير في الطريق رفقة اثنين من أشقائي وابن عمي وابنة عمتي، فجأة نزل صاروخ إسرائيلي على سيارة كانت تمر من جانبنا”.

وتسرد تفاصيل الحادث الأليم، مضيفة: “من شدة القصف، ألقت بنا الغارة على مسافة بعيدة من المكان الذي كنا نسير به، وبعد أن سقطنا أرضا، ركضت مسرعة من شدة الخوف؛ رغم الألم الذي كنت أشعر أنه يصيب وجهي والدماء التي كانت تسيل منه، دون أن أعرف ما حل بي”.

لحظات، حتى عادت الطفلة أدراجها رغم وضعها الصحي الصعب، بحثا عن شقيقيها، لتصدم بمشاهد الجثث والأشلاء الملقاة على الأرض بجانب السيارة المستهدفة، وفق قولها.

لكن الصدمة الأكبر على حد تعبيرها، كانت حينما وجدت شقيقيها وابنة عمتها مطروحين على الأرض مضرجين بدمائهم “شهداء”.

وتوضح بصوت حزين مرتجف: “بعد نقلي لمستشفى أبو يوسف النجار (برفح)، تبين حينها إصابة عيني بجراح خطيرة”، ليتم نقلها لاحقا إلى المستشفى الأوروبي لاستكمال العلاج.

وأشارت الطفلة إلى أن الأطباء أجروا لها “عملية جراحية في الوجه، وأخرى لإزالة العين المصابة وتقطيب الجروح الغائرة”، لافتة إلى أنها ما زالت “تواصل علاجها”.

وتقول بحرقة شديدة: “أنا الآن أرى بعين وحدة فقط، بعد أن فقدت عيني الثانية، أليس هذا حرام؟! ما ذنبي وما الجرم الذي ارتكبته حتى أفقد أشقائي وعيني؟!”.

وتختم قائلة: “في الليل لا أستطيع النوم أبدا من شدة الخوف والألم، وإن غفت عيني قليلًا تراودني كوابيس مرعبة تذكرني بتلك اللحظات المخيفة أثناء القصف”.

ورغم المحاولات المتكررة، تعجز الطفلة المصابة عن نسيان لحظات الاستهداف ومشاهد الجثث والأشلاء، فيما ينتابها شعور بالخوف الشديد مما هو آت، وحزن عميق على فراق أحبائها، وفق قولها.

لحظات مخيفة

وعلى سرير مجاور، ترقد الطفلة “عياش” التي تعاني من أوجاع في قدمها جراء إصابتها بشظايا صاروخ إسرائيلي.

وعن لحظة الإصابة، ترجع “عياش” بذاكرتها قليلا إلى الوراء وتسرد: “كنت ألعب في الخارج مع أشقائي حينما حدث القصف في المنطقة التي نزحت إليها قادمة من غزة، ما أدى لإصابتي أنا وكل من كان معي”.

وبصوت خافت ومرتعش، تقول: “نُقلنا مباشرة إلى المستشفى، حيث اكتشف الأطباء إصابتي بشظية في القدم تسببت بكسور كبيرة وتهتك في العظم”.

وأشارت “عياش” إلى أنها خضعت لعملية جراحية لـ”تثبيت الكسور بالبلاتين (قضبان معدنية)”، لافتة إلى أنها ما زالت تستكمل العلاج.

وتصف الطفلة المصابة لحظات القصف التي عاشتها بـ”المخيفة”، وتتساءل باستغراب: “نحن الأطفال ماذا فعلنا حتى يتم قصفنا بهذا الشكل؟ شاهدت في المستشفى مناظر ومشاهد قاسية تقشعر لها الأبدان”.

وأعربت “عياش” عن أمنيتها في الشفاء العاجل، وأن تتمكن من “ممارسة تفاصيل حياتها بشكل طبيعي كما كانت سابقا”.

وفي السياق، قالت متحدث وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، إن الغالبية العظمى من القتلى والمصابين في العدوان هم من الأطفال والنساء، حيث يشكلون ما نسبته 70 بالمئة؜ من العدد الكلي.

وأضاف للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي خلال توغله البري في غزة الذي بدأ في 27 أكتوبر استهدف واقتحم مستشفيي “النصر للأطفال” و”الرنتيسي” كبقية مشافي المدينة وأخرجهما عن الخدمة “ما تسبب بزيادة معاناة المرضى الأطفال واستشهاد عدد منهم”.

وفي أكثر من مرة، أدانت مؤسسات صحية محلية ودولية الاستهداف الإسرائيلي للمنشآت والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف بغزة، والذي يقوض من تقديم الخدمات للمواطنين والجرحى.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.





مصدر الخبر وكالة الأناضول

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق