عمر المرأة في هذا الدوار عنوانه الرتابة التي لا محيد عنها.. تولد، تتمدرس حتى السادس ابتدائي، أو لا تفعل، ثم تجلس في البيت تتعلم شؤون تدبيره إلى أن تتزوج بعد سنة أو اثنتين من واحد من أبناء الدوار أو أبناء الدواوير المجاورة.
في يوم زيارتنا لدوار إنمل كانت هذه الأسطوانة تتكرر على مسامعنا من جميع من التقينهن، البنات كما النساء يحصين الوقت في علاقة لا يربطها بالتفاعل غير شؤون الزوج والأولاد الحاليين أو القادمين.
هناك حزن يسكن أعين نساء إنمل.. وبالاقتراب من مكمنه تعلم أن القرية بدون رجال، غادر الأزواج إلى كبريات المدن بحثا عن عمل، عن لقمة مضمونة لأفواه جائعة يكبر عددها باضطراد، وعن فرصة لتعبر الحياة عبر المدينة إلى رتابة يوميات إنمل وعزلته وسط الجبال، بعيدا عن كل مصلحة أو مؤسسة.
في هذه القرية التي تكاد تكون معزولة عن العالم، لا ضوء فيها ولا ماء، “الفتيات لا عمل لهن، والرجال يبحثون عن فرص عمل خارج المدار”،.. “لي عندها شي راجل فالأكيد أنه يشتغل خارج القرية”، تقول خديجة التي أشارت إلى أنه “لا شيء يمكن الاعتماد عليه في الدوار لتوفير قوت الأبناء غير سواعد الرجال”، لكن هؤلاء الرجال وكما اقتربنا من واقعهم، وعبر آراء نسائهم، غير موجودين، لتظل انمل “قرية بدون رجال”.